يعتاد الأشخاص المصابون بهشاشة العظام الشديدة في الركبة على تلقي الحقن؛ فقد أصبحت حقن الستيرويدات والمواد المرطبة شائعة في علاجهم لسنوات. لكن دراسة حديثة نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية تشير إلى إمكانية استخدام أدوية إنقاص الوزن كخيار علاجي جديد. إذ وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام المعتدلة في الركبة وسمنة مفرطة، وأخذوا عقار “سيماجلوتيد” أسبوعيًا لمدة تزيد عن عام، شهدوا انخفاضًا في مستوى الألم بنسبة تقارب 50%.
انقاص الوزن
شارك في الدراسة 407 أشخاص يعانون من السمنة، بمتوسط وزن 240 رطلًا، وأجروا استشارات حول النشاط البدني ونظام غذائي منخفض السعرات. أظهرت النتائج أن من تناولوا سيماجلوتيد فقدوا 14% من وزنهم خلال 15 شهرًا، مقارنة بـ 3% فقط بين من تلقوا حقنة وهمية. وأشار المشاركون الذين تناولوا سيماجلوتيد إلى انخفاض كبير في الألم، وقللوا اعتمادهم على الأدوية المضادة للالتهابات، للمساعدة في انقاص الوزن
سيماجلوتيد، المعروف تجاريًا بـ “ويجوفي” لإنقاص الوزن و”أوزيمبيك” لعلاج السكري، مُعتمد أيضًا من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للوقاية من المخاطر القلبية لدى مرضى السمنة. ووفقًا لشركة “نوفو نورديسك”، التي تمول الدراسة، تُعد السمنة عاملًا رئيسيًا في تطور هشاشة العظام، ما يضاعف خطر الإصابة أربع مرات. وغالبًا ما يُنصح بخسارة الوزن وممارسة النشاط البدني كعلاج، لكن الالتزام يبقى تحديًا.
آلام المفاصل
وقد أظهرت دراسات سابقة أن فقدان 10-20% من وزن الجسم يؤدي إلى تحسن كبير في الأعراض، مثل زيادة القدرة على المشي لمسافات أطول، وخفض الالتهابات. ومع ذلك، لم تحدد الدراسة السبب الدقيق لتحسن آلام المفاصل، رغم أن فقدان الوزن يُعد السبب الأكثر ترجيحًا، مع احتمالية وجود تأثيرات مضادة للالتهاب للعقار.
انسحب بعض المشاركين من الدراسة؛ حيث لم يُكمل 13% من مجموعة سيماجلوتيد فترة العلاج، بينما انسحب 22% من مجموعة النظام الغذائي والتمارين الرياضية. وأفاد 2% من مستخدمي سيماجلوتيد بمشاكل في الجهاز الهضمي، ولم يُبلِّغ أحد في مجموعة المراقبة عن مشكلات مشابهة.
ورغم أن الدراسة لم تكشف عن مخاوف تتعلق بالسلامة، لا تزال الحاجة قائمة لمزيد من البحث حول مدى فاعلية هذه الأدوية في علاج التهاب المفاصل، ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة حياة المرضى.