“سرطان الغدة الكظرية”، أحد الأمراض النادرة التي تصيب الجهاز الغدّي في جسم الإنسان، وتقع الغدد الكظرية فوق الكليتين، وتلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج هرمونات مهمة مثل الأدرينالين والكورتيزول التي تساعد الجسم في التفاعل مع الإجهاد وتنظيم ضغط الدم، وعلى الرغم من ندرته، إلا أنه يُعد من الأمراض الخطيرة نظرًا لطبيعته العدوانية وصعوبة اكتشافه في مراحل مبكرة، وذلك بحسب الدكتور طارق خفاجي أخصائي جراحات و مناظير المسالك البولية، عضو الجمعية المصرية لجراحات المسالك البولية والتناسلية، الذي كشف تفاصيل المرض النادر في حوار لـ “شهد”، وإلى نص الحوار
كيف يتشأ سرطان الغدة الكظرية؟
ينشأ سرطان الغدة الكظرية عندما تبدأ الخلايا غير الطبيعية في التكاثر بشكل غير مسيطر عليه داخل أنسجة الغدة الكظرية، ويمكن أن يؤدي هذا النمو المفرط إلى تشكيل أورام قد تكون إما حميدة “غير سرطانية” أو خبيثة “سرطانية”.
وفي حالة الأورام الخبيثة، فإن الخلايا السرطانية قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يجعل العلاج أكثر تعقيدًا.
ما هي أعراض سرطان الغدة الكظرية؟
تتباين أعراض سرطان الغدة الكظرية بناءً على موقع الورم ومدى انتشاره، ففي كثير من الحالات لا يتم اكتشاف المرض إلا بعد أن يصل إلى مراحل متقدمة، وتتمثل الأعراض المحتملة في الآتي:
– زيادة في الوزن المفاجئ.
– ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.
– ظهور كتل ملموسة في البطن.
– تعب مستمر وضعف عام.
– تغيرات هرمونية مثل زيادة نمو الشعر خصوصًا لدى النساء أو تغيرات في الدورة الشهرية.
ما هي خطورة المرض؟
ليس هناك سبب محدد معروف لحدوث سرطان الغدة الكظرية، ولكن العوامل الوراثية تلعب دورًا في بعض الحالات.
وهناك أيضًا بعض الحالات المرتبطة باضطرابات وراثية مثل متلازمة “لي-فراوميني” ومتلازمة “بيكويث فيدمان”، والتي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الغدة الكظرية.
كما أن ندرة سرطان الغدة الكظرية يشكل لدينا تحديًا كبيرًا في تشخيصه ومعالجته، حيث أنه غالبًا ما يتم اكتشافه في مراحل متقدمة، مما يقلل من فرص العلاج الفعال.
كيف تشخصون هذا المرض؟
يتطلب تشخيص سرطان الغدة الكظرية سلسلة من الاختبارات الطبية، منها اتلآتي:
– الفحوصات الهرمونية، لتحليل مستويات الهرمونات المنتجة في الغدة الكظرية.
– التصوير الشعاعي، مثل الأشعة المقطعية “CT” أو التصوير بالرنين المغناطيسي “MRI” لتحديد موقع الورم وحجمه.
– أخذ عينة، لتحديد ما إذا كانت الخلايا سرطانية.
ما هو العلاج المتبع؟
يعتمد العلاج على مدى انتشار المرض ونوع الورم، وتشمل الخيارات العلاجية الآتي:
– الجراحة، وهي الخيار الأول لإزالة الورم إذا كان الورم محدودًا في الغدة الكظرية، قد تكون الجراحة كافية.
– العلاج الكيميائي والإشعاعي، ويُستخدم في حالة انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم أو إذا لم يكن من الممكن إزالة الورم بالكامل بالجراحة.
– العلاجات الهرمونية، وهي ضرورية لتنظيم مستويات الهرمونات في الجسم، خاصة إذا كانت الغدة الكظرية تنتج كميات غير طبيعية من الهرمونات.
ما هي أنواع سرطان الغدة الكظرية؟
– السرطان الكظري البدائي Adrenocortical carcinoma، هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الغدة الكظرية، وينشأ في القشرة الكظرية التي تنتج هرمونات مثل الكورتيزول والألدوستيرون والأندروجينات.
– سرطان الغدة الكظرية الدرقية Pheochromocytoma، وينشأ في النخاع الكظري الذي ينتج هرمونات الأدرينالين والنورأدرينالين، ويمكن أن يسبب ارتفاعًا مفاجئًا في ضغط الدم وأعراض أخرى مرتبطة بالإجهاد.
ما هي الأعراض التي تكتشفون من خلالها المرض؟
– زيادة الوزن غير المفسرة.
– ارتفاع ضغط الدم.
– زيادة نمو الشعر لدى النساء أو اضطرابات الدورة الشهرية.
– آلام في البطن أو الظهر.
– تعب وضعف عام.
ما هي التحديات التي تواجه الطب في التغلب على سرطان الغدة الكظرية؟
– ندرة المرض، مما يجعل دراسته وفهمه أصعب وهذه الندرة تؤدي إلى، قلة الأبحاث بسبب انخفاض عدد المرضى، بخلاف نقص المعرفة الطبية، فالكثير من الأطباء قد لا يملكون الخبرة الكافية في تشخيص أو علاج سرطان الغدة الكظرية بسبب ندرة مواجهتهم له في ممارستهم اليومية، فضلًا عن التشخيص المتأخر فغالبًا لا يظهر أعراضًا واضحة في المراحل المبكرة، أو قد تتشابه الأعراض مع أمراض أخرى أكثر شيوعًا، مثل “السمنة أو ارتفاع ضغط الدم”
وفي المراحل المتقدمة، يكون من الصعب السيطرة على انتشار السرطان، حتى مع الجراحة والعلاج الكيميائي.
الانتكاس بعد العلاج الناجح، يكون خطر عودة المرض مرتفعًا.
إضافة إلى محدودية العلاجات المتاحة، فالعلاج الأساسي لسرطان الغدة الكظرية هو الجراحة لإزالة الورم، ولكن إذا انتشر السرطان أو كان غير قابل للجراحة، فإن الخيارات المتاحة للعلاج تصبح محدودة.