قال الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب السابق في مصر، إنّ عوامل الإصابة بأزمات القلب والشرايين والسكتات الدماغية تغيرت على مر السنين، إذ أصبحت عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم، السكر، الكوليسترول، السمنة، التدخين، وعدم ممارسة الرياضة من العوامل التقليدية المسببة لهذه الأمراض.
وأشار “شعبان” في تصريحات خاصة لـ”شهد” إلى اكتشاف عوامل جديدة تساهم في الإصابة بأمراض الشرايين التاجية، مثل الحالات المصحوبة بالتهاب عام في الجسم، النقرس، ارتفاع حمض اليوريك، احتشاء عضلة القلب، السكتات الدماغية، وأمراض المناعة مثل الروماتويد، الذئبة الحمراء، وأمراض الأمعاء مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
وفي رده على سؤال “شهد” حول أسباب زيادة وفيات الشباب بسبب الأزمات القلبية والجلطات، أوضح شعبان أن هناك مرضى لديهم احتمالات أعلى للإصابة بأمراض الشرايين التاجية، مثل مرضى الصدفية الذين يزيد احتمال إصابتهم بنسبة تصل إلى 50%، وكذلك مرضى كورونا، والسيدات اللواتي يعانين من مشاكل أثناء الحمل مثل سكر الحمل، تسمم الحمل، ولادة طفل منخفض الوزن عند الولادة، الولادة المبكرة، وانقطاع الطمث المبكر.
الصداع النصفي والسمنة سبب رئيسي للأزمات القلبية
وأضاف أن آلية الإصابة بأمراض الشرايين التاجية المرتبطة بهذه الحالات لا تزال غير معروفة، لكنها ترتبط بزيادة السيتوكينات والإجهاد التأكسدي، مؤكدًا أن الصداع النصفي لدى النساء يرتبط بأزمات القلب، كما أن الصدمات المبكرة في الحياة تحمل خطرًا على القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد الصغار، ومتوسطي العمر الذين لديهم تاريخ من احتشاء عضلة القلب.
وذكر الدكتور جمال شعبان أن المرضى المتحولين جنسيًا الذين يتقدمون للحصول على رعاية تأكيد الجنس، يكونون عرضة أيضًا لمخاطر القلب والأوعية الدموية المتزايدة، إذ يُعتقد أن الزيادة في مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية، ترتبط بمعدلات أعلى من القلق والاكتئاب.
وأشار “شعبان” إلى أن الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة تُعد عاملًا خطرًا آخر، إذ تؤدي الضغوط النفسية والاجتماعية المتزايدة، بالإضافة إلى محدودية الفرص التعليمية والاقتصادية، إلى تعزيز الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بين الأفراد الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.
كما أوضح أن غياب شريك الحياة المناسب، الذي يمكن أن يساعد في تحسين اختيارات الأنماط الحياتية الصحية، يساهم أيضًا في تفشي المرض.
ونوه العميد السابق لمعهد القلب في مصر، إلى أن المناطق البيئية ذات التلوث الشديد، التي تحتوي على معادن سامة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم، تمثل بيئة محفزة لظهور متلازمة الشريان التاجي الحادة، مشيرًا إلى أن ساعات العمل الطويلة للمصابين بأول احتشاء في عضلة القلب، تزيد من خطر حدوث احتشاء متكرر بسبب التعرض الطويل لضغوط العمل.
واختتم “شعبان” بالإشارة إلى أن عدم تناول وجبة الإفطار، بالإضافة إلى تناول المشروبات التي تحتوي على السكر والمحليات الصناعية، يعزز من زيادة معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.