إذا كان الشاعر بشار بن برد يقول إن الأذن تعشق قبل العين أحيانًا، فإن العلم الحديث يؤكد أن الأنف يعمى مثل العين أحيانا أخرى.
يعرف “عمى الأنف” أو “فقدان حاسة الشم” علميا باسم “أنوسميا”، وهو حالة تؤثر على قدرة الشخص على الشم، وقد تكون مؤقتة أو دائمة.
وتتسبب هذه الحالة في تحديات عديدة للمصابين بها من النواحي النفسية والحياتية اليومية.
الأعراض:
تتضمن الأعراض الرئيسية لعمى الأنف:
1- فقدان كامل أو جزئي لحاسة الشم.
2- صعوبة التمييز بين الروائح المختلفة.
3- تغيير في كيفية تذوق الطعام، ما يؤدي إلى فقدان الشهية.
4- الشعور بالقلق أو الاكتئاب بسبب فقدان هذه الحاسة.
الأسباب:
يمكن أن تنجم الـ “أنوسميا” عن عِدة أسباب، منها:
1- التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، التي تؤثر على الأغشية المخاطية.
2- الحساسية التي تسبب التهاب الأنف وتؤثر على حاسة الشم.
3- إصابات الرأس التي قد تؤدي إلى تلف الأعصاب المرتبطة بالشم.
4- أورام أو تكتلات قد تؤثر على المسالك الأنفية.
5- الأمراض العصبية: مثل مرض باركنسون أو الزهايمر.
6- التقدم في العمر الذي يؤدي إلى تراجع القدرة على الشم ويعد من التغيرات الطبيعية.
المضاعفات:
قد يؤدي فقدان حاسة الشم إلى مضاعفات عِدة، مثل:
1- المشاكل النفسية: مثل الاكتئاب والقلق بسبب الشعور بالانفصال عن البيئة.
2- مشاكل التغذية: بسبب فقدان الشغف للطعام وحرمان الجسم من العناصر الغذائية الضرورية.
3- زيادة خطر التعرض للسموم: عدم القدرة على الشم قد يجعل الشخص غير مدرك للروائح الكريهة أو المواد الخطرة.
العلاج:
تعتمد خيارات العلاج على السبب الكامن وراء عمى الأنف:
1- الأدوية: مثل مضادات الهيستامين أو الستيرويدات لعلاج الالتهابات.
2- العلاج الطبيعي: تقنيات استعادة حاسة الشم.
3- الجراحة: في حال كانت هناك أورام أو تكتلات تحتاج إلى إزالة.
4- العلاج النفسي: دعم نفسي للمساعدة في التعامل مع التأثيرات النفسية لفقدان حاسة الشم.
وجدير بالذكر، يُعتبر عمى الأنف حالة طبية تؤثر على جودة الحياة. من الضروري استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الدقيق وتطوير خطة علاج مناسبة. مع الوعي والفهم الكافيين، يمكن للمصابين أن يتعاملوا بشكل أفضل مع هذه الحالة.