كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة أوكسفورد عن اكتشاف جديد يربط بين الاكتئاب ما بعد الولادة واضطرابات في نظام هرمون الأوكسيتوسين خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وتفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة للفهم والعلاج المبكر لهذه الحالة التي تؤثر على نسبة كبيرة من الأمهات حول العالم.
ارتباط وثيق بين هرمون الأوكسيتوسين والاكتئاب بعد الولادة
أظهرت النتائج أن الأمهات اللواتي يعانين من الاكتئاب بعد الولادة لديهن مستويات منخفضة بشكل ملحوظ من هرمون الأوكسيتوسين أثناء عملية الرضاعة الطبيعية مقارنة بالأمهات الأخريات، وأشارت الدراسة التي شملت 387 امرأة إلى أن انخفاض مستويات هذا الهرمون بنسبة 30% أو أكثر كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 70%.
تأثير اضطرابات الأوكسيتوسين على العلاقة بين الأم والطفل
وجدت الدراسة أن اضطرابات هرمون الأوكسيتوسين لا تؤثر فقط على الحالة النفسية للأم، بل تمتد لتشمل العلاقة العاطفية بينها وبين طفلها، حيث تبين أن الأمهات اللواتي يعانين من انخفاض مستويات الأوكسيتوسين يواجهن صعوبات في الارتباط العاطفي مع أطفالهن، ويظهرن تفاعلاً أقل مع إشارات وحاجات الرضيع، وأوضحت الدراسة أن هذا الهرمون يلعب دوراً محورياً في تعزيز السلوك الأمومي والترابط الاجتماعي.
تعرفي على: اكتئاب الحمل.. هل يتحول إلى خطر يهدد حياة الأمهات بعد الولادة؟
آفاق جديدة للتشخيص المبكر والعلاج الفعال
تفتح هذه الدراسة المجال لتطوير أساليب تشخيصية مبكرة للاكتئاب ما بعد الولادة من خلال قياس مستويات الأوكسيتوسين، وقد اقترح الباحثون إمكانية استخدام مكملات الأوكسيتوسين كخيار علاجي للأمهات المعرضات للخطر، ويعمل فريق البحث حالياً على تجربة سريرية لتقييم فعالية رذاذ الأوكسيتوسين الأنفي في تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين الرضاعة الطبيعية.
أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للأمهات
أكدت الدراسة على أهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأمهات خلال فترة ما بعد الولادة، لأنه يساعد في تعزيز إفراز الأوكسيتوسين بشكل طبيعي، وتشير التقديرات إلى أن واحدة من كل خمس نساء تعاني من الاكتئاب بعد الولادة، وهذا يسلط الضوء على أهمية زيادة الوعي بهذه الحالة وتحسين طرق الكشف المبكر والعلاج.