حذرت دراسة جديدة من أن ملايين الأشخاص يواجهون خطر الوفاة كل عام بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة ما لم يتم اتخاذ إجراءات لمكافحة هذا التهديد الصحي المتصاعد، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات المرتبطة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية إلى 8.2 مليون حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2050، وهو ما يزيد بنسبة 75% عن التقديرات الحالية البالغة 4.7 مليون حالة وفاة سنويًا، وفقًا لما ذكره باحثون في مجلة لانسيت.
العدوى المقاومة للمضادات الحيوية
وقال الباحث الدكتور شتاين إميل فولسيت من المعهد النرويجي للصحة العامة: “بحلول عام 2050، قد تكون العدوى المقاومة للمضادات الحيوية مسؤولة عن نحو 8 ملايين حالة وفاة كل عام، إما كسبب مباشر للوفاة أو كعامل مساهم، ولمنع أن يصبح هذا واقعًا مميتًا، فإننا بحاجة ماسة إلى استراتيجيات جديدة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى الشديدة من خلال اللقاحات والأدوية الجديدة وتحسين الرعاية الصحية وتحسين الوصول إلى المضادات الحيوية الموجودة والتوجيه حول كيفية استخدامها بأكبر قدر من الفعالية”.
اقرأ أيضًا: “خطر” الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.. الحداد يُحذر
39 مليون شخص مهددون بالوفاة
وخلص الباحثون إلى أن أكثر من 39 مليون شخص قد يموتون بشكل مباشر بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة، كما أن 169 مليون حالة وفاة أخرى قد ترتبط بهذه الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، إذ تلعب هذه الجراثيم المقاومة دورًا مباشرًا في وفاة نحو 1.9 مليون شخص في عام 2050، وهو ما يمثل زيادة بنحو 70% مقارنة بعام 2022، وبالنظر إلى الماضي، قدر الباحثون أن الوفيات الناجمة مباشرة عن هذه الجراثيم انخفضت بنسبة تزيد عن 50% لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل بين عامي 1990 و2021.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت الوفيات بين كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا فأكثر بنسبة تزيد عن 80%، بسبب تعرض كبار السن بشكل أكبر للإصابة بالعدوى، ومن المتوقع أن يستمر انخفاض عدد الوفيات بين الأطفال في المستقبل، لكن الوفيات الناجمة عن العدوى بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر قد تزيد بنسبة 146% بحلول عام 2050، حسب التقديرات.