كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، عن حالة مرضية تحول فيها جلد رجل إلى اللون الرمادي الداكن، نتيجة تعرضه المفرط لمعدن الفضة، وهذه الظاهرة النادرة تعرف علميا باسم “الأرجيريا”، والتي تثير تساؤلات حول تأثير الفضة على صحة الإنسان، خاصة مع استمرار استخدامها في منتجات معينة دون أدلة كافية على سلامتها، وبدأت القصة عندما توجه رجل يبلغ من العمر 84 عامًا إلى مستشفى في “هونغ كونغ”، بسبب انسداد في تدفق البول، لاحظ الأطباء تحول لون جلده إلى الرمادي الداكن، وهو أمر غير مألوف ولا يرتبط بمظهر عينيه أو أظافره.
تأثير الفضة على الإنسان
وعند إجراء الفحوصات الطبية، أظهرت تحاليل الدم أن تركيز الفضة في جسمه يفوق المعدل الطبيعي بأكثر من 40 مرة، هذا التراكم أدى إلى تشبع جسمه بالفضة، حيث تحولت إلى حبيبات مؤكسدة صغيرة ترسبت تحت الجلد وفي أغشية الغدد والأوعية الدموية.
اقرأ أيضًا: نقص المعادن وصحة الدماغ.. دراسة تكشف علاقة خطيرة بينهما
ما هي الأرجيريا؟
والأرجيريا هي حالة نادرة تحدث نتيجة تراكم الفضة في أنسجة الجسم، خاصة بين الحرفيين وعمال المناجم الذين يتعاملون مع المعدن لفترات طويلة، كما يمكن أن تحدث بسبب استخدام أدوية تحتوي على الفضة لخصائصها المضادة للميكروبات.
وأكدت الدراسة أن الفضة الغروية لا تزال تستخدم كمكمل غذائي في بعض الأماكن، رغم تحذيرات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، التي شددت على أنها ليست آمنة أو فعالة لعلاج أي مرض، وتمتص الفضة في الجسم عبر الرئتين، الجلد، أو الجهاز الهضمي، وتترسب على نطاق واسع أثناء نقلها في الجسم، عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، تتفاعل أيونات الفضة مع الإلكترونات لتكوين مركبات تمنح الجلد اللون الرمادي أو الأزرق الباهت.
تراكم الفضة حميد نسبيًا ولكن
وبصرف النظر عن التأثيرات التجميلية الواضحة، فإن تراكم الفضة يعتبر حميدًا نسبيًا، إلا في الحالات الشديدة، حيث يمكن أن يؤثر على امتصاص أدوية معينة، مثل المضادات الحيوية والثيروكسين، المثير للقلق هو أنه لا توجد حاليًا أي تدابير فعالة لإزالة الفضة من الجسم بمجرد تراكمها للمساهمة في علاج الأرجيريا، وتشير الدراسة إلى ضرورة توخي الحذر من المنتجات التي تحتوي على الفضة الغروية، والتي تسوق غالبًا كمكملات غذائية تدعي تعزيز المناعة وطرد السموم، كما توصي الهيئات الصحية بمراقبة الاستخدام المفرط لهذه المنتجات، خاصة مع غياب الأدلة العلمية التي تدعم فعاليتها.