-
في سباق البحث عن الحلول السريعة لإنقاص الوزن، يظهر نظام غذائي جديد يثير الجدل، يُعرف بـ”حمية الثعبان”. يعتمد هذا النظام على الصيام لفترات مطولة تتخللها وجبة واحدة منخفضة الكربوهيدرات، ما يجعله يبدو مثاليًا لبعض الراغبين في فقدان الدهون بسرعة. ومع ذلك، حذر خبراء التغذية من مخاطره الصحية المتفاقمة، مؤكدين أن اتباعه قد يكون أقرب للمغامرة الخطرة منه إلى نمط حياة صحي.
ما هي حمية الثعبان؟
استلهم مخترع النظام الغذائي، الدكتور كول روسون، فكرة النظام من طريقة أكل الثعابين، حيث يتم تناول وجبة كبيرة تليها فترة صيام قد تمتد من يوم إلى ثلاثة أيام. يُعتقد أن هذا النظام يسهم في “تجفيف” الدهون ويعزز فقدان الوزن بشكل ملحوظ، حيث يُقترح في البداية الصيام لمدة 48 ساعة، يتبعها صيام لمدة تصل إلى 96 ساعة بعد تناول الوجبة.
سر “عصير الثعبان” السحري
للحفاظ على توازن الجسم أثناء الصيام، يتم تناول مشروب خاص يسمى “عصير الثعبان”، يتكون من خليط يشمل 8 أكواب من الماء، نصف ملعقة صغيرة من ملح الهيمالايا، صودا الخبز، الملح الإنجليزي، وخل التفاح. يُعتقد أن هذا العصير يساعد على ترطيب الجسم وإمداده بالمعادن الضرورية خلال فترة الصيام الطويلة.
الأضرار الصحية لحمية الثعبان: “ثمن باهظ لصحة مؤقتة”
يصف الخبراء هذا النظام بأنه مقيد للغاية، حيث يتطلب تقليص عدد الوجبات إلى ثلاث وجبات فقط في الأسبوع، مما يؤدي إلى نقص شديد في السعرات الحرارية والعناصر الغذائية. وتشمل المخاطر المحتملة لهذا النظام:
تصلب الشرايين وأمراض القلب.
الصداع المزمن.
خطر الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية.
ضعف عضلة القلب.
خلل في وظائف الدماغ.
اضطرابات الجهاز الهضمي.
ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار.
غير مستدام وخطر: شهادة من خبراء التغذية
يرى الدكتور رامي رمزي، أخصائي التغذية العلاجية، أن أي نظام غذائي يعتمد على الحرمان هو ضار وغير مستدام. وأوضح أن حمية الثعبان تؤدي إلى مخاطر كبيرة بسبب الاعتماد على “التنشيف” كوسيلة لفقدان الوزن. وأضاف أن هذا النظام ليس حلًا سحريًا لفقدان الدهون، إذ بمجرد العودة إلى النمط الغذائي التقليدي، يستعيد الجسم الوزن الذي تم فقدانه.
ووفقًا لأكاديمية التغذية في بريطانيا، فإن هذه الحمية قد تكون مناسبة فقط كحل قصير الأمد، ولكنها غير آمنة على المدى الطويل، وقد تكون خطيرة في حالات عديدة. لذا، قد تكون “حمية الثعبان” أقرب إلى “صيام حتى الموت” منها إلى أسلوب حياة صحي ومستدام.