في دراسة جديدة قدمت بمؤتمر الكلية الأمريكية للجراحة 2024 في سان فرانسيسكو، أظهرت الأبحاث أن الاستماع إلى الموسيقى قد يكون وسيلة فعّالة للمساعدة في التعافي بعد العمليات الجراحية.
حيث اكتشف باحثون من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا نورث ستيت، بعد مراجعة أكثر من 3,700 دراسة، أن الموسيقى يمكن أن تساهم في تحسين التجربة العلاجية للمرضى بعد العمليات الجراحية.
فوائد الموسيقى في تخفيف الألم والقلق
تشير نتائج الدراسة إلى أن المرضى الذين استمعوا إلى الموسيقى بعد الجراحة شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الألم خلال اليوم التالي للعملية.
كما أفاد المرضى بانخفاض مستوى القلق لديهم، ورغم أن الانخفاض كان بنسبة 3%، إلا أنه يُعتبر تحسنًا ملحوظًا في ظل ظروف التعافي.
هذا التحسن في الحالة النفسية للمرضى قد يكون له دور في تقليل الحاجة إلى المسكنات القوية، حيث قلل المرضى من استخدامهم للمورفين بنسبة تزيد عن النصف مقارنة بالذين لم يستمعوا إلى الموسيقى.
تأثير الموسيقى على نبض القلب وتسريع عملية الشفاء
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن الموسيقى ساهمت في خفض معدل نبضات القلب بمعدل 4.5 نبضة في الدقيقة، مما يحسن من تدفق الأكسجين والمواد المغذية للجسم، هذا التوازن يسهم في تقليل مخاطر المضاعفات الصحية مثل اضطرابات نظم القلب، ويُسهل على الجسم بدء عملية الشفاء بشكل أكثر كفاءة.
الموسيقى كأداة لتقليل التوتر
أوضح إلدوا فريزا، أستاذ الجراحة والباحث الرئيسي في الدراسة، أن الموسيقى قد تسهم في جعل مرحلة الاستفاقة من التخدير أكثر سلاسة، حيث يشعر بعض المرضى بالخوف وعدم الارتياح عند الاستيقاظ بعد الجراحة.
ويرجح الباحثون أن الفوائد تعود جزئيًا إلى انخفاض مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون الإجهاد، والذي يمكن أن تؤدي السيطرة عليه إلى تقليل رد فعل الجسم للتوتر وتعزيز الشفاء.
فوائد الموسيقى في المجال الطبي: الإمكانيات العلاجية المستقبلية
بينما لا يزال العلم يبحث عن فهم أعمق لكيفية تأثير الموسيقى على الشفاء، تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة للعلاج غير التقليدي في المجال الطبي، قد تكون الموسيقى وسيلة علاجية مهمة يمكن للمستشفيات تبنيها لزيادة راحة المرضى وتحسين نتائج العمليات الجراحية.