أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن التفكير المفرط يعد أحد العوامل النفسية التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان العامة، مشيرًا إلى أن التوجه المستمر نحو التفكير الزائد يمكن أن ينعكس سلبًا على الدماغ والجسم، بل يساهم في تقصير العمر، وتعد هذه الظاهرة من العوامل التي يمكن أن تضعف صحة الإنسان تدريجيًا، ولفت إلى ارتباط التفكير المفرط بزيادة معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل القلق والاكتئاب.
نشاط الدماغ المستمر
وأوضح الدكتور وليد هندي، أنه في حالة التفكير الزائد، يدخل الدماغ في حالة من النشاط المستمر، ما يؤثر على أداء وظائفه الطبيعية، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مجرد التفكير في مشكلات الحياة اليومية، بل تتعداها لتشمل القلق بشأن المستقبل، والخوف من الفشل أو المرض، وهي الأفكار التي تستهلك طاقة العقل والجسم.

اقرأ أيضًا: استشاري نفسي لـ “شهد”: التفكير السلبي ليس مر ضا نفسيا
وفيما يتعلق بكيفية مواجهة هذه المشكلة، أوضح “هندي”، أن العلاج يبدأ بالوعي الكافي حول تأثير التفكير الزائد على الصحة النفسية والجسدية، وتتمثل أولى الخطوات الفعالة في ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفّس العميق، التي تساعد على تهدئة العقل وإعطائه الفرصة للراحة.
وأضاف أن تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة أو الانخراط في أنشطة هادفة يمكن أن يساهم في تقليل التفكير المستمر، مما يؤدي إلى تعزيز الصحة العامة بشكل ملحوظ.

تطور التفكير المفرط
كما أشار إلى أن العلاج النفسي يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا في حال تطور التفكير المفرط إلى حالة مرضية، مثل القلق المستمر أو الاكتئاب، وقال إن اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي قد يكون له دور كبير في مساعدة الأفراد على تعديل أفكارهم السلبية وتوجيهها بشكل أكثر إيجابية.
اقرأ أيضًا: التغلب على الهواجس والتفكير السلبي.. روشتة من “شهد كلينك” لحياة هادئة
أما عن تأثير التفكير الزائد على النوم، فلفت إلى أن القلق المفرط يمكن أن يكون السبب الرئيسي للأرق، حيث يواجه الأشخاص الذين يعانون من التفكير المستمر صعوبة في التخلص من الأفكار التي تراودهم، موصيًا باتباع عادات نوم صحية، مثل تحسين بيئة النوم والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، لتسهيل عملية الاسترخاء والنوم الهادئ.ا
