كشف السير مجدي يعقوب، جراح القلب المصري الشهير، عن تطور طبي غير مسبوق في مجال جراحة القلب، حيث يعمل فريقه على تطوير “صمامات حية” تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، وهذا الابتكار، الذي وصفته مؤسسة القلب البريطانية بأنه “الكأس المقدسة” لجراحة صمام القلب، والذي سيغير حياة ملايين المرضى حول العالم، وأوضح السير يعقوب لصحيفة “صنداى تايمز” أن الصمامات الجديدة تعتمد على “سقالات” مصنوعة من ألياف خاصة قابلة للتحلل الحيوي، تزرع داخل الجسم، تعمل هذه السقالات كمنصة لاستقطاب خلايا المريض وتنظيم نموها، لتتحول تدريجيًا إلى صمام حي مكون من أنسجة طبيعية.
اقرأ أيضًا تضخم القلب.. إنذار صحي قد ينقذ حياتك إذا اكتشف مبكرًا
صمامات حية.. تطور ثوري في علاج أمراض القلب
أضاف أنه بمرور الوقت، تذوب السقالات تاركة صمامًا حيًا بالكامل يمكنه النمو مع جسم المريض، وأشار يعقوب إلى أن العلاجات الحالية لصمامات القلب، سواء كانت ميكانيكية أو مأخوذة من أنسجة حيوانية أو بشرية، لها عيوب كبيرة، فالصمامات الميكانيكية تتطلب تناول أدوية مدى الحياة لمنع التجلط، بينما الصمامات الحيوية لها عمر محدود يصل إلى 10-15 عامًا وقد يرفضها جهاز المناعة.
ولفت إلى أن الصمام الحي الجديد، ينمو مع المريض، ما يجعله خيارًا مثاليًا للأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب، والذين كانوا يحتاجون إلى استبدال الصمامات بشكل متكرروقد أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة (Nature Communications Biology) نتائج مشجعة على الأغنام. في غضون أسابيع قليلة من الزرع، لوحظ نمو أكثر من 20 نوعًا من الخلايا العصبية والدهنية في المواقع الصحيحة، مما جعل الصمام الجديد يعمل مثل الصمام الطبيعي تمامًا.
وأعلن يعقوب أن التجارب البشرية ستبدأ خلال 18 شهرًا، وستشمل ما بين 50 إلى 100 مريض، بينهم أطفال، وستجرى التجارب في مراكز طبية دولية بارزة، وسيتم خلالها مقارنة الصمام الجديد بالصمامات التقليدية، وأكد السير مجدي يعقوب أن هذا المشروع يمثل قمة التكنولوجيا الحيوية، معتمدًا على قدرة الجسم الطبيعية على التجدد، واختتم بالقول: “إن الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا، وعلم الأحياء أشبه بالسحر. نحن فقط نوجه هذا السحر لتحقيق أفضل النتائج”.
وقد أشاد خبراء دوليون، من بينهم الدكتورة “سونيا بابو نارايان” من مؤسسة القلب البريطانية، بهذا الابتكار واعتبروا أنه قد يحسن بشكل كبير جودة حياة مرضى القلب حول العالم، وقالت: “إذا نجحت التجارب البشرية، فقد يعيش العديد من المرضى لفترات أطول وبصحة أفضل دون الحاجة إلى عمليات صمام متكررة”.
وأضافت أنه مع إجراء أكثر من 300,000 عملية استبدال صمام قلب سنويًا حول العالم، يمثل هذا الابتكار خطوة ثورية نحو تقليل التدخلات الجراحية المتكررة وتحسين حياة المرضى. إذا نجحت التجارب، فإن هذا الصمام الحي قد يصبح معيارًا جديدًا في جراحة القلب.
اقرأ أيضًا أسباب الأزمات القلبية وطرق إنقاذ الحياة.. نصائح هامة من “جمال شعبان”