يترافق التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) مع زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق، وقد يكون ذلك بسبب الشعور بالخجل أو الإحراج بشأن حالتهم أو مشاكل النوم الناجمة عن الحكة، على سبيل المثال، ولكن، لا يتلقى العديد من المصابين بالتهاب الجلد التأتبي الدعم الصحي العقلي الذي يحتاجون إليه، وفقًا لدراسة جديدة من الجمعية الوطنية للإكزيما (NEA)، وأظهرت النتائج أن 42 في المائة من مرضى التهاب الجلد التأتبي ومقدمي الرعاية للأطفال والمراهقين المصابين بهذه الحالة لم يتحدثوا أبدًا إلى مقدمي الرعاية المصابين بالإكزيما حول صحتهم العقلية، ولم يسأل مقدمو الرعاية 50 في المائة من المرضى أبدًا عن صحتهم العقلية أثناء أي زيارات، ونُشرت الدراسة، التي شملت ما يقرب من 1000 مشارك، في مجلة (Skin Health and Disease).
الدعم النفسي والتهاب الجلد التأتبي
وحتى الآن، لم يكن هناك فهم واضح لمدى الدعم النفسي الذي يتلقاه المرضى من مقدمي الرعاية الأولية للإكزيما، ويقول المؤلفون إن هذه الدراسة هي الأولى التي تفتح باب الحوار حول موارد الصحة النفسية التي يتلقاها أو لا يتلقاها الأشخاص المصابون بالإكزيما، وهم يحثون الأطباء والمرضى ومقدمي الرعاية على حد سواء على التحدث عن كيفية تأثير هذه الحالة على حياة المرضى.
وتقول “ويندي سميث بيجولكا”، مؤلفة الدراسة الرئيسية، وهي مسؤولة الاستراتيجية الرئيسية في الجمعية الوطنية للأكزيما: “تشير بياناتنا بالفعل إلى أن العديد من الأفراد -حتى المصابين بأمراض أخف، أو حتى بشرة أكثر صفاءً- يعانون من مشاكل الصحة العقلية، لذا فهناك بالتأكيد فرصة للحديث عن الصحة العقلية جنبًا إلى جنب مع العلاج بطريقة أكثر شمولية، وأوسع نطاقًا مما هو موجود على الجلد فقط”.
قرأ أيضًا طفرة في علاج الأمراض الجلدية.. كيف يعمل عقار نيملوفيو؟
الإكزيما والصحة العقلية
وتستند هذه الدراسة الأخيرة إلى نتائج سابقة للوكالة الوطنية للطب النفسي نُشرت في مارس، والتي أظهرت أن نحو 70% من الأمريكيين المصابين بالإكزيما، شعروا بأن حالتهم أثرت سلبًا على صحتهم العقلية، وأن 26% منهم ساءت حالتهم العقلية لمدة 10 أيام على الأقل كل شهر، كما أظهرت أن كلاً من البالغين والأطفال المصابين بالإكزيما ساءت أعراض صحتهم العقلية قبل فترة وجيزة من ظهور الأعراض وأثناءها.
ويقول الدكتور بيتر ليو، أستاذ مساعد في طب الجلد وطب الأطفال في جامعة نورث وسترن في شيكاغو، إن هذا الارتباط بين أعراض الإكزيما وتدهور الصحة العقلية يمكن أن يكون بمثابة حلقة مفرغة، على سبيل المثال، قد يشعر المرضى بالقلق بشأن ما إذا كان علاجهم يعمل، أو بشأن تفاقم حالي أو مستقبلي، أو بشأن أعراضهم المستمرة، ومن المعروف أن الضغوط مثل هذه تؤدي إلى تفاقم الإكزيما، وهناك عنصر نفسي ضخم مرتبط بالتهاب الجلد التأتبي ولا يتم التعامل معه كثيرًا، عندما يسبب لك جلدك مشاكل، وتشعر بالحكة، وعدم الراحة، وتخجل من مظهرك ولا تنام جيدًا، فهذا سيجعل أي شخص يشعر بالتعاسة، وعندما تشعر بالتوتر والقلق، فقد ثبت أن هذا يزيد من الالتهاب ويزيد من تفاقم الجلد.