كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة أن العلاقات الاجتماعية القوية لها دور كبير في تعزيز السلوكيات الصحية الوقائية، وهذا الاكتشاف يبرز قوة التواصل البشري، والباحثون يعتقدون أن الأصدقاء والعائلة قد يكونون مفتاحًا للصحة، فهل يمكن للعلاقات أن تحمينا من الأمراض بشكل أكبر مما نعتقد؟
كيف تعزز العلاقات الاجتماعية السلوكيات الوقائية؟
أظهرت الدراسة التي قادتها الباحثة سارة كونورز أن الأشخاص المرتبطين بشبكات اجتماعية واسعة يميلون إلى تبني عادات صحية بنسبة 35% أكثر، هؤلاء الأفراد يخضعون لفحوصات دورية، كما أنهم أكثر التزامًا بالتطعيمات، وهذا يعني أن الأصدقاء قد يكونون حافزًا غير مباشر للعناية بالنفس، كما أنهم يلعبون دورًا أساسيًا في تعزيز الوعي الصحي.
لماذا يتجنب المحاطون بالأصدقاء المخاطر الصحية؟
وجد الباحثون أن الأفراد المدعومين اجتماعيًا يشعرون بمسؤولية أكبر تجاه أنفسهم والآخرين، وهذا الشعور يقلل من السلوكيات الضارة مثل التدخين بنسبة 20%، والتجارب أظهرت أن العزلة تزيد من المخاطر الصحية، وعلى عكس ذلك العلاقات الاجتماعية تقدم شبكة أمان نفسية، سارة كونورز أشارت إلى أن التواصل البشري يعزز الشعور بالانتماء، هذا يجعل الأفراد أكثر حرصًا على صحتهم.
اقرأ أيضًا: أبرزها السيطرة والشك.. 8 علامات لـ«العلاقات السامة»
ما الذي تكشفه هذه النتائج عن حياتنا الحديثة؟
في عصر تهيمن عليه التكنولوجيا تبقى العلاقات الاجتماعية الحقيقية عاملًا حاسمًا للصحة، الدراسة أكدت أن التفاعل المباشر أكثر تأثيرًا من التواصل الرقمي، هذا يعني أن اللقاءات الشخصية لا تزال الأقوى، جامعة كاليفورنيا وجدت أن المجتمعات ذات الروابط القوية تشهد معدلات أمراض أقل وأيضًا معدلات أقل من الأوبئة، وهذا الاكتشاف يدعو إلى إعادة التفكير في أولوياتنا الاجتماعية، إذ أن العلاقات الاجتماعية قد تكون السلاح السري لعصرنا.
كيف يمكننا استغلال هذا الاكتشاف لصالحنا؟
تشجع الدراسة على بناء شبكات داعمة في الأحياء والمدارس والعمل، والانضمام إلى نوادي أو أنشطة جماعية قد يكون خطوة بسيطة لتعزيز الصحة، وأيضًا نشر برامج توعية تركز على أهمية العلاقات الاجتماعية.