تظهر دراسة جديدة ارتباطاً مفاجئاً بين تحمل الألم وقدرة الأشخاص على مقاومة الآلام الشديدة وبين سمات “الاعتلال النفسي”، وفقاً للعلماء، قد يكون الأشخاص الذين يتحملون مستويات مرتفعة من الألم عرضة لامتلاك سمات نفسية قد تكون خطيرة على الصحة النفسية والاجتماعية.
ويكشف موقع شهد خلال التقرير التالي، إذا ما كانت الألم دليلاً على الاعتلال النفسي كالتالي:
مؤشر محتمل على اضطرابات نفسية خطيرة
قام فريق من العلماء في جامعة رادبود بدراسة تأثير تحمل الألم على سمات الشخصية، واكتشفوا أن الأشخاص القادرين على تحمل الألم دون أن يظهروا أي تفاعل عاطفي قد يكون لديهم سمات اعتلال نفسي.
وأوضح العلماء أن هؤلاء الأشخاص يعانون من صعوبة في التعلم من التجارب المؤلمة، ما يشير إلى ارتباط هذا السلوك باضطرابات نفسية قد تؤثر على سلوكهم الاجتماعي.
العلاقة بين الألم وسلوكيات الاعتلال النفسي
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من سمات اعتلال نفسي أظهروا استجابة غير عادية تجاه الألم، حيث كانوا قادرين على تحمل صدمات كهربائية مؤلمة دون أن يتأثروا بشكل كبير.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد فشل هؤلاء الأشخاص في تعديل سلوكهم بعد تعرضهم لعواقب سلبية مؤلمة، مما يوضح كيف يمكن لعدم الحساسية للألم أن يعزز سلوكيات غير اجتماعية أو متهورة.
الاعتلال النفسي وعجز التعلم من العقوبات
تفسر الدكتورة ديمانا أتاناسوفا، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الافتقار إلى القدرة على التعلم من العواقب السلبية قد يكون مرتبطاً بعدم الحساسية للألم، وهو ما يساهم في استمرار هذه الأنماط السلوكية الخطيرة.
وعليه، يظل الشخص المصاب بالاعتلال النفسي متمسكاً بسلوكياته العدوانية رغم العواقب المؤلمة، ما يشير إلى خلل في الآليات المعرفية التي من المفترض أن تعلمه كيفية تجنب الأذى.
كيف تؤثر سمات الاعتلال النفسي على اتخاذ القرارات؟
أجريت تجربة ثانية حيث خضع المشاركون لاختبارات قرارات تتضمن مكافآت وعقوبات، وظهر أن الأشخاص الذين لديهم سمات اعتلال نفسي كانوا أقل قدرة على تغيير سلوكهم بعد تلقي العقوبة، وبدلاً من تعديل سلوكهم، واصلوا اتخاذ القرارات نفسها التي أدت إلى ألم وعواقب سلبية.
هذه النتيجة تعزز فكرة أن الاعتلال النفسي قد يكون مرتبطاً بعدم الإحساس بالألم، مما يساهم في تفاقم أنماط السلوك المعادي للمجتمع.
الاعتلال النفسي قد يرتبط بعدم حساسية الألم
توفر هذه الدراسة رؤى جديدة حول كيف يمكن أن تكون سمات الاعتلال النفسي مرتبطة بعدم القدرة على التعلم من الألم والعواقب السلبية، مما يساهم في سلوكيات معادية للمجتمع ويزيد من صعوبة التفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة.