في الولايات المتحدة الأمريكية أفادت بعض الأبحاث إلى أن حوالي 3.1% إلى 4.9% من عدد السكان يعانون من اضطراب الشخصية الفصامية، فيما أشار بعض الباحثين الأخرين إلى أن العدد هو شخص واحد من كل 100 شخص، وهناك تقارير تقول أن هذا الاضطراب يصيب على الأقل 5 من كل 100 شخص، وقد يكون تحديد الأرقام صعبًا لأن عددًا قليلًا جدًا من المصابين يسعون إلى علاج الحالة.
ما هو اضطراب الشخصية الفصامية؟
واضطراب الشخصية الفصامية هو نمط من اللامبالاة بالعلاقات الاجتماعية، مع نطاق محدود من التعبير العاطفي والخبرة، ونادرًا ما يشعر الأشخاص المصابون بوجود أي خطأ فيهم، ويظهر في مرحلة البلوغ المبكرة من خلال الانفصال الاجتماعي والعاطفي الذي يمنع الناس من إقامة علاقات وثيقة.
يتمكن الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية هذا من العمل في الحياة اليومية، لكنهم لا يطورون علاقات ذات مغزى مع الآخرين، إنهم عادة منعزلون وقد يكونون عرضة لأحلام اليقظة المفرطة بالإضافة إلى تكوين علاقات مع الحيوانات، قد ينجحون في الوظائف الانفرادية التي قد يجدها الآخرون صعبة، مثل حراس الأمن الليليين.
ما الفارق بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام؟
الفصام هو مجموعة من الحالات الصحية العقلية التي تسبب انفصالًا كبيرًا عن الواقع، قد يعاني المصاب من مزيج من الهلوسة والأوهام والتفكير والسلوك غير المنظم للغاية، ما يعيق بشكل كبير من أدائه اليومي، ولا يسبب اضطراب الشخصية الفصامية الهلوسة أو الأوهام، وعادة لا تؤثر الحالة بشكل كبير على الأداء اليومي للشخص.
أعراض اضطراب الشخصية الفصامية
غالبًا ما يقوم الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية بتنظيم حياتهم لتجنب الاتصال بالأشخاص الآخرين، ومن السمات المشتركة:
- عدم الرغبة في إقامة علاقات وثيقة أو الاستمتاع بها، حتى مع أفراد الأسرة.
- اختيار الوظائف والأنشطة التي تسمح لك بالبقاء بمفردك.
- الاستمتاع ببعض الأنشطة.
- عدم وجود أصدقاء مقربين.
- لا يهتمون بالثناء أو النقد.
- إظهار القليل من المشاعر.
- عدم الرغبة في الوصول إلى الأهداف.
أسباب اضطراب الشخصية الفصامية
اضطراب الشخصية الفصامية، من بين أقل حالات الصحة العقلية التي لا يُفهَم أمرها، ولا يزال الباحثون يحاولون معرفة السبب الدقيق وراءها، وحتى الآن، يشتبهون في أن العوامل التالية قد تساهم في الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية:
العوامل الوراثية: يعتقد بعض الباحثين أنه قد يكون هناك ارتباط وراثي بين الفصام واضطراب الشخصية الفصامية، بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض سمات اضطراب طيف التوحد تشبه اضطراب الشخصية الفصامية.
العوامل البيئية: تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية غالبًا ما يأتون من بيئات تفتقر إلى الرعاية العاطفية، بعبارة أخرى، قد يساهم وجود مقدمي رعاية باردين عاطفيًا ومهملين ومنعزلين أثناء الطفولة في تطور اضطراب الشخصية الفصامية.
مضاعفات اضطراب الشخصية الفصامية
أكبر مضاعفات هذا الاضطراب هو الافتقار إلى التواصل الاجتماعي، وهو أمر يمكن أن يعيق العديد من جوانب الحياة، ومع ذلك، يميل الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى التكيف بشكل أفضل من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية الأخرى، والذين يكونون عمومًا أكثر عرضة للانتحار وإساءة استخدام المخدرات والكحول.
العلاج
اضطراب الشخصية الفصامية أحد أقل اضطرابات الشخصية بحثًا، ونتيجة لهذا، هناك خيارات علاجية ودراسات قليلة حول فعالية العلاج.
العلاج النفسي (العلاج بالكلام) هو العلاج المفضل بشكل عام لاضطرابات الشخصية، ولكن قد يكون هذا صعبًا بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية لأنهم يميلون إلى التفكير العقلاني والابتعاد عن التجارب العاطفية، ولأنهم يفتقرون إلى الاهتمام بالآخرين، فقد لا يكون لديهم الدافع للتغيير.
تشمل أنواع العلاج النفسي التي قد تفيد الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية ما يلي:
العلاج الأسري: في كثير من الأحيان، يأتي الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية إلى العلاج بناءً على طلب أفراد الأسرة، في بعض الحالات، قد يكون مفيدًا لفهم توقعات الأسرة للعلاقات ومعالجة أي سلوكيات من جانب الأسرة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انسحاب الشخص.
العلاج الجماعي: هو نوع من العلاج النفسي حيث تجتمع مجموعة من الأشخاص لوصف ومناقشة مشاكلهم معًا تحت إشراف معالج أو طبيب نفسي، وقد يساعد شخصًا مصابًا باضطراب الشخصية الفصامية على تطوير المهارات الاجتماعية.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هذا نوع من العلاج منظم وموجه نحو تحقيق هدف، يساعد المعالج أو الطبيب النفسي الشخص على إلقاء نظرة فاحصة على أفكاره وعواطفه لفهم كيفية تأثير أفكاره على أفعاله، بالنسبة لشخص مصاب باضطراب الشخصية الفصامية، قد يستكشف المعالج التوقعات والتصورات المشوهة حول أهمية وفائدة العلاقات مع الآخرين.
الوقاية من اضطراب الشخصية الفصامية
على الرغم من أنه لا يمكن منع اضطراب الشخصية الفصامية بشكل عام، إلا أن العلاج يمكن أن يسمح للشخص المعرض لهذه الحالة بتعلم طرق أكثر إنتاجية لتغيير السلوكيات والأفكار غير المفيدة.