كتب: حاتم دويدار
“من رحم المعاناة يولد الأمل”، هذه الجملة تلخص ما عاشه باحث كيميائي مصري من ظروف صعبة، تمثلت في مرض شقيقته التي كانت تعاني من آلام حادة لا تقوى على تحملها لإصابتها بالسرطان، رحلة علاج شاقة عاشها الباحث، مخلوف محمود مخلوف مع شقيقته، من أجل إيجاد ما يسكّن به آلامها، إلى أن توفاها الله وهي في ريعان شبابها بعد صراع مع المرض اللعين.
كانت هذه التجربة والمعاناة التي عاشها الباحث مع شقيقته نقطة انطلاق له نحو البحث عن علاج لـ مرض السرطان، وكأن دراسته وتخصصه في مجال الكيمياء مقدر له لاكتمال الأسباب والعوامل المساعدة له في رحلة البحث عن العلاج، ظروف كثيرة مر بها الباحث، وأحداث مختلفة عاشها، وأماكن انتقل إليها، وأشخاص تقابل معهم، منهم من هاجموه، وآخرون دعموه، قصة هذا المكمل الغذائي المصري وكيف توصل له الباحث، نقرأها معا في السطور التالية، في حوار خاص لـ”شهد كلينك”.
هل عملك في مجال التدريس لمادة الكيمياء والأحياء ساعدك في أبحاثك؟
– جمعت في ذلك الوقت بين مادتي الكيمياء والأحياء، وكانت هذه هي القاعدة الأساسية التي ساعدتني في أبحاثي وفي متابعة أثر جرعات الكيماوي التي يأخذها مريض السرطان، بخلاف كتب البيولوجي التي بها دراسات بحثية عن هذا المرض أيضا.
وتوجهت لأساتذتي في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية وتناقشت معهم كثيرا وخرجت من هذه المناقشات بتصور مكتوب عن أسباب مرض السرطان وطرق علاجه بالكيماوي، وكان ذلك بمثابة مشروع بحثي استغرق 4 سنوات، ووجدت أن علاج الكيماوي يعتمد على قتل الخلايا السرطانية، ولكن له أعراضًا جانبيةً، وهي أنه يقتل أيضا الخلايا السليمة؛ والعلاج الإشعاعي كذلك له أعراض جانبية على الخلايا السليمة، وتوصلت من خلال هذه الأبحاث والمتابعات إلى أن المناعة القوية لجسم الإنسان تستطيع أن تلتهم الخلايا السرطانية، ومن هنا جاء المدخل للعلاج، وهو أن يكون عن طريق تقوية جهاز المناعة ورفع كفاءته، حيث تعتبر المناعة العمود الفقري الرئيسي والدرع الواقية للجسد من الأمراض والفيروسات؛ ووجدت أن العلاج بالكيماوي يضعف الجهاز المناعي وينهكه ومن الممكن أن يشفي من السرطان لكن ليس بالقدر الكافي، ولهذا استبعدته من أبحاثي.
ماذا فعلت بعد كل هذه النتائج المبشرة للحفاظ على فكرتك وأبحاثك؟
– بعد أن جاءت النتيجة جيدة جدا بدأنا مخاطبة مراكز بحثية في أوروبا وأمريكا منها مركز بحثي في جامعة ويست بروك الأمريكية من أجل وضع هذه الأبحاث في درجة الماجستير والدكتوراة ، وهذا نظام معمول به في هذه الجامعة، وبالفعل حصلت على درجة الماجستير والدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف عام 2014 وكانت هذه الرسالة في علاج السرطان بالأكسجين المذاب في الماء، وبدأت من خلال هذه الدراسة التواصل مع جهات علمية عالمية كبرى في أوروبا وأمريكا، ومنها المركز الدولي لتسجيل الأبحاث والاختراعات في سويسرا لحماية حقوق الملكية الفكرية “ويبو” بجنيف، وهو المركز الوحيد في العالم الذي يتم تسجيل الأبحاث والاختراعات به، ولديه لجان تحكيم تقول إذا كان البحث يرقى للنشر في الدوريات العلمية أم لا، وبالفعل تم نشر بحثي لديهم في دورياتهم العلمية وبعدها بفترة راسلت الجورنال الدولي لابحاث العلوم الطبيعية المتقدمة ونشر علاجي في عام 2017 كمنتج جديد في علاج السرطان بالأكسجين.
جائزة نوبل
كيف جاءت فكرة ترشحك لجائزة نوبل ومن الذي رشحك لها؟
– كنت قد تواصلت مع د. حسين شريبة من جامعة ستانفورد بأمريكا وهو عالم مصري كبير وعرضت عليه فكرة أبحاثي ونتائجها، وأخبرني أنه سيرشحني إلى جائزة نوبل، حيث إنه من شروط الترشح لهذه الجائزة، أن يكون الترشيح إما من جامعة كبيرة، أو من مركز بحثي، أو من أستاذ كبير في جامعة كبيرة، أو من شخصية عالمية معروفة، وكل ذلك لا يتم إلا من خلال شهادات وأبحاث علمية، وبالفعل قام الدكتور شريبة بترشيحي.
ماذا كان شعورك عندما جاءت جائزة نوبل 2019 بفوز علماء في نفس فكرة بحثك وعدم فوزك بها عام 2017؟
– مؤسسة نوبل أرسلت لي أكثر من مرة دعوات لحضور حفل إعلان الجوائز لها ولكن إمكاناتي لم تكن تسمح بسفري، وفي عام 2017 لم أفز بالجائزة رغم أني كنت أنتظر هذا الفوز، وأنا أتابع إعلان أسماء الفائزين بنوبل في الطب والكيمياء والفيزياء فوجئت بإعلان فوز عالمين أمريكيين وعالم بريطاني نتيجة لتوصلهم من خلال أبحاثهم لعلاج السرطان بالأكسجين، وتابعت ما نشر عن أبحاثهم ووجدتها صورة طبق الأصل من أبحاثي، ورغم أني لم أفز قبلهم بالجائزة إلا أني كنت في غاية السعادة لأن أبحاثي فازت بنوبل ولكن بأسماء أشخاص آخرين، وكان ذلك تأكيدا أنني على حق، وأن أبحاثي صحيحة، وبعض الذين عارضوني وعارضوا أبحاثي اعترفوا لي بعد إعلان نوبل أسماء الفائزين وأبحاثهم وقالوا لي: “أنت ظلمت”، إلا أنني شعرت أن فكرتي فازت بالجائزة.
مكمل غذائي
وماذا عملت بعد أن تأكدت من أن أبحاثك صحيحة رغم عدم فوزك بالجائزة؟
– بدأت في هذا التوقيت أكمل هذا المشوار وهذه الرحلة من أجل إنتاج دواء يعالج السرطان ويقضي عليه، وقمت بإنتاج مكمل غذائي طبي محلي يقوم برفع كفاءة وتدعيم وتقوية جهاز المناعة ضد الفيروسات والسرطانات، وذلك بالتعاون مع شركة مصرية أمريكية بداية هذا العام 2024، وذلك بعد أن حصلت على الترخيص بإنتاج هذا المكمل الغذائي من الهيئة الرسمية لسلامة الغذاء، وأصبح موجودا ومتوافرا في بعض السلاسل الصيدلانية الشهيرة.
وما الذي تطلبه بعد أن توصلت إلى إنتاج هذا الدواء؟
– المطلوب أن يكون هذا المنتج في متناول يد المواطن العادي والبسيط كوقاية له ودعم في علاج السرطان، وهذا المنتج هو عبارة عن أقراص تؤخذ عن طريق الفم، وهو آمن تماما وليس له أي آثار جانبية، وتم إنتاجه بجودة عالية ومطابقة للترخيص، وهو تحت إشراف كامل من هيئة سلامة الغذاء المصرية، ومكوناته بها عناصر الزنك والسيلينيوم وفيتامين سي وفيتامين دي بخلاف الأكسجين وغيرها، وجميعها مواد فعالة وذلك بنسب ومعايير محددة ودقيقة، وهذا المنتج يعطي نتائج ممتازة في مكافحة وعلاج أمراض منها السكر والروماتويد والذئبة الحمراء والملاريا وغيرها من الأمراض المناعية بخلاف أمراض الكورونا وجدري القرود أيضا.