كشفت دراسة سريرية أجرتها جامعة أوتاوا الكندية عن تأثير إيجابي للتمارين الهوائية على الوظائف الإدراكية لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، اللواتي شاركن في برنامج رياضي بالتزامن مع تلقي العلاج الكيميائي. وأشارت النتائج المنشورة في دورية “السرطان” إلى تحسن ملحوظ في القدرات الذهنية للمشاركات، بما في ذلك التذكر والتركيز والتفكير.
العلاج الكيميائي وآثاره الجانبية على الدماغ
يُعد العلاج الكيميائي وسيلة فعّالة لمكافحة سرطان الثدي، إذ يعمل على تدمير الخلايا السرطانية ومنع انتشارها. إلا أن هذه الأدوية القوية تأتي مع آثار جانبية متعددة، تشمل الغثيان والتعب، بالإضافة إلى ما يعرف بـ”ضباب الدماغ” أو “ضباب العلاج الكيميائي”، وهي حالة تتسبب في تراجع القدرات الذهنية وتستمر أحياناً لفترة طويلة بعد انتهاء العلاج، مما يؤثر سلباً على جودة حياة المريضات.
تصميم الدراسة وبرنامج التمارين الهوائية
شارك في الدراسة 57 امرأة كندية تم تشخيصهن بسرطان الثدي في مراحله الأولى إلى الثالثة، وبدأت نصفهن تقريباً برنامج تمرين هوائي بالتزامن مع بدء العلاج الكيميائي، بينما بدأت المجموعة الأخرى البرنامج بعد الانتهاء من العلاج. واستمرت فترة التمارين بين 12 و24 أسبوعاً، حيث تضمنت أنشطة رياضية لزيادة معدل ضربات القلب وتحسين تدفق الأكسجين، مثل تمارين الأيروبيك، المشي السريع، الجري، والسباحة.
تحسن ملحوظ في الوظائف الذهنية للمشاركات
أظهرت نتائج الدراسة أن النساء اللواتي شاركن في التمارين الهوائية أثناء العلاج الكيميائي، قد شعرن بتحسن كبير في الوظائف الذهنية مقارنة بالنساء اللواتي تلقين الرعاية التقليدية دون ممارسة التمارين. وعزت الدراسة هذا التحسن إلى دور الرياضة في تقليل تأثير “ضباب الدماغ” وتعزيز الصحة العامة، مما يسهم في تحسين نوعية الحياة.
دعوة لتعزيز التعاون لتطوير برامج رياضية مخصصة
أكدت الدكتورة جينيفر برونيت، الباحثة الرئيسية في الدراسة، على ضرورة تضمين التمارين الرياضية كجزء أساسي من الرعاية الروتينية لمريضات السرطان، مشيرة إلى أن “كثيراً من النساء ما زلن غير نشيطات بالقدر الكافي خلال فترة العلاج”. ودعت برونيت إلى تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة لتطوير برامج رياضية مخصصة للمصابات بسرطان الثدي، تكون سهلة التنفيذ على نطاق واسع ومصممة لتلبية احتياجاتهن الفريدة.
هذه النتائج تشكل دعوة مفتوحة لتطوير منهجيات علاجية شاملة لا تقتصر فقط على الأدوية، بل تشمل أيضاً الرعاية البدنية والنفسية لضمان تعافي أفضل للمريضات.