كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية ومعهد كارولينسكا السويدي أن تناول منتجات الألبان المخمرة مثل الزبادي والكفير بانتظام يمكن أن يساعد بشكل كبير في الوقاية من هشاشة العظام، وتحسين كثافة العظام، خاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
الزبادي والكفير.. كنز من البروبيوتيك لصحة العظام
أوضحت الدراسة التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن البروبيوتيك الموجود في الزبادي والكفير يلعب دورًا محوريًا في صحة العظام من خلال عدة آليات، فقد وجد الباحثون أن تناول كوب واحد على الأقل يومياً من الزبادي أو الكفير ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام بنسبة تصل إلى 39% لدى النساء فوق سن الخمسين، وزيادة في كثافة العظام بنسبة 4-6% مقارنة بمن لا يتناولون هذه المنتجات.
آلية تأثير منتجات الألبان المخمرة على صحة العظام
تشرح الدكتورة (سارة جونسون) الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن البكتيريا النافعة الموجودة في الزبادي والكفير تعمل على تحسين صحة العظام من خلال عدة مسارات، أولها تحسين امتصاص الكالسيوم في الأمعاء عن طريق خفض درجة الحموضة في القناة الهضمية، وثانيها إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تعزز نمو خلايا العظام وتثبط نشاط الخلايا الناقضة للعظم، وثالثها تقليل الالتهابات المزمنة في الجسم والتي ترتبط بفقدان كتلة العظام، وأخيراً تعزيز إنتاج فيتامين K2 الذي يساعد في ترسيب الكالسيوم في العظام بدلاً من الأوعية الدموية.
تعرف على: الوقاية من هشاشة العظام.. أحدث التوصيات الطبية لتجنب الكسور
الفرق بين الزبادي والكفير في تأثيرهما على صحة العظام
قارنت الدراسة بين تأثير الزبادي والكفير على صحة العظام، ووجدت أن الكفير كان أكثر فعالية بنسبة 15% في تحسين كثافة العظام مقارنة بالزبادي، ويرجع الباحثون ذلك إلى أن الكفير يحتوي على تنوع أكبر من سلالات البروبيوتيك، حيث يضم ما يصل إلى 50 نوعاً مختلفاً من البكتيريا والخمائر المفيدة مقارنة بـ 2-5 أنواع فقط في الزبادي العادي، كما أن عملية تخمير الكفير تؤدي إلى تكسير أكبر للاكتوز وإنتاج المزيد من الأحماض العضوية التي تحسن امتصاص المعادن.
توصيات غذائية للوقاية من هشاشة العظام باستخدام منتجات الألبان المخمرة
بناءً على نتائج الدراسة، يقدم الباحثون عدة توصيات غذائية للمساعدة في الوقاية من هشاشة العظام، ويوصون بتناول كوب واحد على الأقل (250 مل) من الزبادي والكفير يوميًا، مع التركيز على المنتجات الطبيعية غير المحلاة أو قليلة السكر، ويفضل اختيار الأنواع التي تحتوي على سلالات متنوعة من البروبيوتيك والمدعمة بفيتامين D، كما يوصون بدمج هذه المنتجات مع أطعمة غنية بفيتامين K مثل الخضروات الورقية الداكنة لتعزيز الفائدة.