توصل باحثون من كلية الطب بجامعة ييل الأمريكية إلى اكتشاف علمي مهم يشير إلى أن جرعات منخفضة من المضاد الحيوي دوكسيسيكلين يمكن أن تكون علاجا فعالا لمرض الثعلبة، وهو اكتشاف يمنح الأمل لملايين المرضى الذين يعانون من فقدان الشعر المناعي والذين قد لا يستجيبون للعلاجات التقليدية أو يعانون من آثارها الجانبية، هل ترغب في معرفة علاج تساقط الشعر الجديد؟ تابع القراءة؟
دوكسيسيكلين بجرعات منخفضة.. نهج ثوري لعلاج تساقط الشعر
كشفت الدراسة التي نُشرت في المجلة الأمريكية للأمراض الجلدية، أن استخدام جرعات منخفضة من دوكسيسيكلين، تبلغ حوالي 40 ملليغرام يومياً، وهي أقل بكثير من الجرعة المضادة للبكتيريا التقليدية البالغة 100-200 ملليغرام، أدت إلى نمو شعر جديد في 87% من المرضى المصابين بالثعلبة البقعية و 70% من المصابين بالثعلبة الشاملة خلال فترة علاج استمرت ستة أشهر، وهذه النتائج مشجعة خاصة أن العلاج كان فعالاً حتى في الحالات التي فشلت فيها العلاجات الأخرى.
تعرف على: “فيناسترايد” لعلاج تساقط الشعر قد يحمي حياتك.. ما علاقته بالقلب؟!
آلية عمل دوكسيسيكلين في علاج تساقط الشعر
يوضح الدكتور (جيمس ويلسون) قائد فريق البحث، أن فعالية دوكسيسيكلين في علاج تساقط الشعر ليست مرتبطة بخصائصه المضادة للبكتيريا، بل بتأثيره المضاد للالتهاب وقدرته على تنظيم الاستجابة المناعية، حيث يعمل الدواء بجرعات منخفضة على تثبيط إنزيمات معينة تسمى ماتريكس ميتالوبروتيينيز (MMPs) التي تلعب دوراً في تساقط الشعر المناعي، كما أنه يثبط إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهاب التي تهاجم بصيلات الشعر، وبذلك يساعد على استعادة البيئة الطبيعية لنمو الشعر.
مقارنة فعالية دوكسيسيكلين مع العلاجات التقليدية لتساقط الشعر
قارنت الدراسة فعالية جرعات منخفضة من دوكسيسيكلين مع العلاجات التقليدية للثعلبة مثل الكورتيكوستيرويدات الموضعية والحقن، ومثبطات JAK، ووجدت أن دوكسيسيكلين كان مشابهاً في فعاليته لمثبطات JAK لكن بآثار جانبية أقل بكثير وتكلفة أقل، حيث بلغت نسبة الاستجابة للدوكسيسيكلين 87% مقارنة بـ 90% لمثبطات JAK، ولكن مع معدل أقل بكثير من الآثار الجانبية الخطيرة (3% مقابل 25%)، مما يجعله خيارًا أكثر أمانًا وفعالية من حيث التكلفة في علاج تساقط الشعر.
تجربة المرضى مع دوكسيسيكلين لعلاج تساقط الشعر
شملت الدراسة 152 مريضاً يعانون من أشكال مختلفة من الثعلبة، وتمت متابعتهم لمدة 12 شهراً، ومن بين قصص النجاح البارزة، حالة امرأة تبلغ من العمر 34 عامًا كانت تُعاني من الثعلبة الشاملة لمدة 7 سنوات ولم تستجب للعلاجات التقليدية، وبعد 4 أشهر فقط من علاج تساقط الشعر بجرعات منخفضة من دوكسيسيكلين، بدأ شعرها في النمو مجددًا، وبعد 8 أشهر، استعادت 90% من شعرها، وما زالت تحافظ على هذه النتائج بعد عامين من العلاج المستمر، مع تخفيض الجرعة إلى 40 ملليغرام مرة كل يومين للصيانة.
سلامة استخدام دوكسيسيكلين على المدى الطويل لعلاج تساقط الشعر
يؤكد الباحثون أن استخدام جرعات منخفضة من دوكسيسيكلين آمن على المدى الطويل في علاج تساقط الشعر، مع آثار جانبية طفيفة مثل اضطرابات معدية معتدلة وحساسية خفيفة للشمس في عدد قليل من المرضى، وأهم ما يميز هذا العلاج عن الجرعات العالية المستخدمة كمضاد حيوي هو أن الجرعات المنخفضة لا تسبب مقاومة للمضادات الحيوية، وبالتالي يمكن استخدامها بأمان لفترات طويلة، كما أنها لا تؤثر على الميكروبيوم المعوي بشكل كبير مثل الجرعات العالية.