التهاب القولون التقرحي، هو مرض التهابي في الأمعاء، وقد يمتد تأثيره أحيانًا إلى خارج القولون أو المستقيم ليشمل أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك العينان، ويؤدي هذا المرض إلى مجموعة من المشكلات، التي قد تكون خطيرة إذا لم تُعالج، ووفقًا لمراجعة منشورة في مجلة (World Journal of Gastroenterology)، يعاني ما يصل إلى 5.4% من مرضى التهاب القولون التقرحي من مضاعفات متعلقة بالعين.”
التهاب القولون التقرحي والعين
وغالبًا ما تتفاقم أعراض العين جنبًا إلى جنب مع الجهاز الهضمي، حيث أن كلاهما مرتبط بالتهاب مزمن، كما يوضح الدكتور لوكاس كوابيسز، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي
بينما يقول الدكتور إدوارد بارنز، أستاذ مساعد في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، إن بعض حالات العين المرتبطة بالتهاب الأمعاء يمكن أن تصيبك حتى عندما يكون التهاب القولون التقرحي تحت السيطرة الجيدة، وفي بعض الأحيان، قد تسبق مشاكل العين الالتهابية تشخيص التهاب القولون التقرحي، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة الطب السريري.
ويقول الدكتور كوابيسز: “قد يشك طبيب العيون في التهاب القولون التقرحي إذا كان المريض يعاني من أعراض في العين مثل الاحمرار أو التورم أو الألم أو عدم وضوح الرؤية أو الحساسية للضوء، بالإضافة إلى بعض أعراض الجهاز الهضمي”.
اقرأ أيضًا: بعد ارتفاع معدلات الإصابة عالميًا.. سرطان القولون خطر يهدد حياة الشباب
مضاعفات العين بسبب التهاب القولون التقرحي
– التهاب الصلبة: هذا هو أكثر مضاعفات العين شيوعًا المرتبطة بداء الأمعاء الالتهابين ويحدث عندما تلتهب الطبقة الخارجية لبياض إحدى العينين أو كلتيهما – والتي تسمى الصلبة، ويمكن أن يؤدي إلى احمرار، وألم، ودموع في العينين، ويرتبط بمدى شدة تأثير مرض التهاب الأمعاء على جسمك، وهذا يعني أنه كلما كان الالتهاب في أمعائك شديدًا، كلما كانت حالة التهاب الصلبة لديك شديدة، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض مثل: الألم- احمرار وتورم في الجزء الأبيض من عينك- رؤية ضبابية- تمزق- حساسية اتجاه الضوء- ألم في الفك أو الوجه أو الرأس، وإذا لم تحصل على العلاج، فقد تواجه اضطرابًا التهابيًا قد يؤدي إلى العمى وقد يشمل أيضًا القرنية، والسطح الخارجي للصلبة، والمسار العنبي الأساسي.
– التهاب العصب البصري: تعتبر الحالات المناعية الذاتية بما في ذلك التهاب القولون التقرحي أحد العوامل الرئيسية المسببة لالتهاب العصب البصري (العصب الذي يحمل الإشارات من عينك إلى دماغك)، وفقًا لمراجعة مجلة الطب السريري . (يمكن أن تكون العدوى أيضًا محفزًا)، عندما يكون الالتهاب بسيطًا ويحدث في عين واحدة فقط، فقد يشفى الشخص في غضون يومين دون علاج، لكن الالتهاب الشديد الذي يحدث في كلتا العينين يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم علاجه، ويمكن أن يسبب أعراضًا مثل: فقدان رؤية الألوان، وخاصة الأحمر- ألم في العين يزداد سوءًا عادةً عند تحريك عينيك- رؤية ضبابية أو غير واضحة- عدم القدرة على الرؤية في منتصف مجال الرؤية لديك.
متلازمة جفاف العين: تعتبر جفاف العين من الأمراض الشائعة بشكل لا يصدق، ولا ترتبط دائمًا بالتهاب القولون التقرحي، (يمكن أن تنبع المشكلة أيضًا من الطقس الجاف أو العاصف، أو استخدام الشاشات، أو استخدام العدسات اللاصقة، أو الأدوية المستخدمة لعلاج حالات مثل الاكتئاب، أو الحساسية، أو ارتفاع ضغط الدم)، ولكن وفقًا لمؤسسة كرون والتهاب القولون التقرحي، فإن نقص التغذية المرتبط بالتهاب القولون التقرحي مثل نقص فيتامين أ يمكن أن يؤدي أيضًا إلى جفاف عينيك أو تفاقم جفاف العين الحالي، ويمكن أن يسبب أعراضًا بما في ذلك: رؤية ضبابية- الشعور وكأن هناك شيء يخدش عينك- عيون حمراء- الحساسية للضوء- لسعة أو حرقة.
التهاب العنبية: هذه واحدة من أخطر مشاكل العين المرتبطة بمرض التهاب الأمعاء، تحدث عندما تلتهب الطبقة الوسطى من جدار العين، وقد تظهر عليك الأعراض تدريجيًا أو فجأة، مثل: ألم- رؤية ضبابية- الشعور بالحساسية للضوء- احمرار العين، ويجب عليك زيارة طبيب العيون على الفور إذا لاحظت هذه الأعراض، وقد يصف لك قطرات العين الستيرويدية التي تعمل على تقليل الالتهاب أو قطرات توسيع حدقة العين التي تساعد على تخفيف الألم والتورم.
اعتلال القرنية: هذه مشكلة تصيب الطبقة الخارجية الشفافة من عينك، القرنية، وهي من المضاعفات النادرة المرتبطة بمرض التهاب الأمعاء، ويمكن أن يؤدي إلى جفاف العين.