في تطور طبي مشوق، أثبتت تجربة سريرية مدعومة من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في الولايات المتحدة فعالية الذكاء الاصطناعي في تحسين رعاية مرضى اضطراب تعاطي المواد الأفيونية، وفقًا لتقرير نشرته News Medical يوم 3 أبريل 2025، أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة تمكنت من تحديد البالغين المعرضين للخطر داخل المستشفيات وتوجيههم إلى أخصائيي الإدمان، متفوقة على الأساليب التقليدية التي يقودها الأطباء، هذا الإنجاز قد يغير طريقة التعامل مع أزمة المواد الأفيونية التي تودي بحياة أكثر من 80 ألف شخص سنويًا في أمريكا.
تجربة واسعة تؤكد النتائج
أجريت الدراسة في جامعة ويسكونسن بماديسون، حيث شملت 51,760 حالة دخول للمستشفى بين مارس 2021 وأكتوبر 2022، استخدم الباحثون أداة ذكاء اصطناعي مدمجة في السجلات الصحية الإلكترونية لفحص المرضى، النتائج، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine، أظهرت فعالية الذكاء الاصطناعي في تقليل معدلات إعادة الدخول إلى المستشفى خلال 30 يومًا بنسبة مذهلة (نسبة الأرجحية: 0.53)، هذا النجاح يعكس قدرة التكنولوجيا على توفير تدخلات مبكرة وفعالة، مما يوفر أملًا جديدًا للمرضى والأطباء على حد سواء.
كيف تعمل فعالية الذكاء الاصطناعي؟
يعتمد هذا النظام على تحليل بيانات المرضى في الوقت الفعلي، مما يتيح تحديد من هم في حاجة ماسة لاستشارة متخصصي الإدمان دون زيادة عبء العمل على الأطباء، على عكس الاستشارات التقليدية التي قد تتأخر أو تُغفل، أداة الذكاء الاصطناعي أثبتت أنها لا تزيد من معدلات الإحالات غير الضرورية، بل تحسن النتائج بتكلفة إضافية تبلغ 6,801 دولار لكل إعادة دخول يتم تجنبها، في الولايات المتحدة، حيث تُعد أزمة المواد الأفيونية تحديًا كبيرًا، يمكن لهذا النظام أن يكون حلاً اقتصاديًا ومستدامًا.
اقرأ أيضًا: العلاج النفسي الرقمي يثبت فعاليته عبر روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي
تأثير على المستشفيات والمرضى
في مستشفى جامعة ويسكونسن، حيث طُبقت التجربة، لاحظ الباحثون تحسنًا في سير العمل الطبي، حيث ساعدت فعالية الذكاء الاصطناعي في تخفيف الضغط عن الكوادر الطبية المرهقة، قالت الدكتورة نورا فولكو، مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات: “الإدمان غالبًا ما يُهمل في بيئات المستشفيات المزدحمة، لكن هذه الأداة تُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا تعزيز الرعاية”، المرضى الذين تم تحديدهم استفادوا من التدخل المبكر، مما قلل من مخاطر المضاعفات والعودة للإدمان.
مستقبل واعد للرعاية الصحية
مع استمرار تفاقم أزمة المواد الأفيونية، يرى العلماء أن فعالية الذكاء الاصطناعي قد تمهد الطريق لتطبيقات أوسع في مجال الإدمان والأمراض المزمنة الأخرى، الدراسة تُعد الأولى من نوعها التي تُظهر تأثيرًا ملموسًا في بيئات الرعاية الحقيقية، مما يشجع على استثمارات إضافية في هذا المجال، هل يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي السلاح السري لإنقاذ الأرواح من قبضة الإدمان؟ الإجابة تبدو واعدة مع هذا التقدم العلمي.