حذرت دراسة جديدة من أن تأثير فقدان الثقة بين الأفراد لا يقتصر على العلاقات الاجتماعية فقط، بل يمتد ليترك آثارًا نفسية قد تكون عميقة وطويلة الأمد، الدراسة نُشرت في 13 فبراير 2025 على موقع WebMD، ونُفذت بواسطة فريق باحثين متخصصين في الطب النفسي والاجتماعي بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة.
البحث أكد أن انخفاض الثقة في العلاقات، سواء كانت بين الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو الزملاء، قد يؤدي إلى الشعور الدائم بالتهديد، مما يرفع من مستويات التوتر ويؤثر على المزاج العام والنوم والصحة النفسية بوجه عام.
تأثير فقدان الثقة على الدماغ والجسد
أشارت الدراسة إلى أن تأثير فقدان الثقة قد يُترجم بيولوجيًا إلى زيادة في إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يعزز الشعور بالقلق وعدم الأمان، ويرتبط بظهور أعراض مثل صعوبة التركيز، واضطرابات في النوم، وارتفاع ضغط الدم.
البروفيسور كارين فينش، إحدى المشاركات في الدراسة، أوضحت أن هذا النوع من الضغط النفسي يخلق حالة من “الاستعداد الدائم للهجوم أو الدفاع”، ما يجعل الشخص في حالة توتر مزمن تؤثر على صحته الذهنية والجسدية.
تعرف على: استشاري نفسية: التفكير السلبي يؤثر بشكل خطير على صحة الجسم والعقل
الفئات الأكثر تأثرًا بفقدان الثقة
تبيّن من نتائج الدراسة أن النساء، والأشخاص الذين عانوا من تجارب خيانة أو صدمات سابقة، هم الأكثر عرضة للتأثر بـ تأثير فقدان الثقة، كما لوحظ أن المراهقين الذين نشأوا في بيئات يسودها انعدام الأمان يعانون من ضعف في بناء العلاقات، ويكونون أكثر عرضة للاكتئاب والقلق في المستقبل.
كيف نستعيد الثقة ونحمي الصحة النفسية؟
يوصي الباحثون بضرورة خلق بيئة آمنة تُعزز من الشعور بالثقة، سواء في المنزل أو في العمل، بالإضافة إلى أهمية اللجوء للعلاج النفسي السلوكي للمساعدة في استعادة الثقة بالنفس والآخرين، بناء الثقة من جديد يتطلب الصبر، ووعيًا مستمرًا بالأفكار السلبية التي قد تعزز الشعور بالخوف أو الشك، وأكدت الدراسة أن التحدث بصراحة مع الآخرين، والمصارحة بالمشاعر، من الوسائل المهمة لتقليل تأثير فقدان الثقة والحد من مخاطره على المدى الطويل.