في تحذير طبي مقلق، كشفت دراسة حديثة نُشرت في News Medical يوم 7 أبريل 2025 أن إدمان الهواتف الذكية يزيد من القلق الاجتماعي بشكل كبير بين الفتيات الشابات، أجريت الدراسة في كوريا الجنوبية بواسطة باحثين من جامعة هانيانغ في سيول، وأظهرت أن الفتيات اللواتي يقضين أكثر من 4 ساعات يوميًا على هواتفهن أكثر عرضة بنسبة 40% للإصابة بالقلق الاجتماعي مقارنة بأقرانهن، هذا الاكتشاف يلقي الضوء على تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية في عصرنا الرقمي.
تجربة كورية تكشف الحقائق
شملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Child and Adolescent Psychiatry and Mental Health، 2,576 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا في سيول، تم تقييم عادات استخدامهم للهواتف الذكية عبر استبيانات مفصلة، النتائج أظهرت أن الفتيات اللواتي يعانين من إدمان الهواتف الذكية سجلن معدلات أعلى بنسبة 35% في أعراض القلق الاجتماعي، مثل الخوف من التفاعل الاجتماعي أو الحكم عليهن، بينما كان التأثير أقل وضوحًا لدى الفتيان بنسبة 20% فقط، هذه الفجوة بين الجنسين أثارت تساؤلات حول الأسباب الاجتماعية والنفسية.
لماذا يؤثر إدمان الهواتف الذكية على الفتيات؟
يفسر الباحثون أن إدمان الهواتف الذكية يرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي، التي تُعرض الفتيات بشكل خاص لضغوط المظهر والمقارنة الاجتماعية، في كوريا الجنوبية، حيث يمتلك 95% من المراهقين هواتف ذكية، أشار الدكتور جي-سو كيم من جامعة هانيانغ إلى أن “التعرض المستمر للصور المثالية عبر الإنترنت يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات”، هذا الإدمان يقلل أيضًا من التفاعلات الواقعية، مما يعزز مشاعر العزلة والقلق لدى الشابات.
تعرف على: 3 أضرار استخدام الهواتف المحمولة على المخ: استشاري يوضح المخاطر
تأثيرات تتجاوز القلق
لم تقتصر نتائج الدراسة على القلق الاجتماعي، بل رصدت أن إدمان الهواتف الذكية يؤثر سلبًا على النوم والأداء الأكاديمي، الفتيات اللواتي يستخدمن الهواتف بشكل مفرط أبلغن عن اضطرابات نوم بنسبة 45% أكثر من غيرهن، مع انخفاض متوسط درجاتهن المدرسية بنسبة 10%، هذه النتائج تُظهر أن الهواتف الذكية، رغم فوائدها، قد تكون قنبلة موقوتة للصحة العقلية إذا لم تُستخدم بحذر، خاصة في مرحلة المراهقة الحرجة.
حلول لمواجهة الأزمة
يدعو الباحثون إلى برامج توعية في كوريا الجنوبية وخارجها للحد من إدمان الهواتف الذكية، تشمل التوصيات وضع حدود زمنية لاستخدام الهاتف، مثل ساعتين يوميًا، وتشجيع الأنشطة غير الرقمية كالرياضة والقراءة، كما اقترحوا إشراك الأهالي والمدارس في مراقبة سلوك الأطفال الرقمي، الدكتورة سو-ين لي، إحدى الباحثات، قالت: “الفتيات بحاجة إلى مساحات آمنة بعيدًا عن الشاشات ليستعدن ثقتهن”، هل يمكننا إنقاذ جيل بأكمله من قبضة هذا الإدمان؟