كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة (Neurology) أن التعرض الطويل لتلوث الهواء قد يُضعف صحة الدماغ لدى كبار السن، وقد يرتبط بتغيرات في بنية الدماغ، وزيادة خطر الإصابة باضطرابات الإدراك والذاكرة مع التقدم في العمر، مما يُسلط الضوء على أبعاد بيئية جديدة للصحة العقلية والنفسية.
تلوث الهواء وصحة الدماغ لدى كبار السن
أجرى فريق من جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية الدراسة على أكثر من 2,500 شخص تتجاوز أعمارهم 74 عامًا، حيث تم تتبع تأثيرات ملوثات الهواء، مثل الجسيمات الدقيقة PM2.5، على وظائف الدماغ من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي وتحاليل الإدراك العقلي، ووجدوا ارتباطًا مباشرًا بين ارتفاع مستوى هذه الجسيمات وتقلص حجم مناطق معينة في الدماغ.
التأثيرات العصبية لتلوث الهواء المزمن
أوضحت النتائج أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات تلوث هواء مرتفعة يعانون من ضعف في الذاكرة، وانخفاض القدرة على معالجة المعلومات، بالإضافة إلى زيادة احتمال الإصابة بمرض ألزهايمر، حيث تبين أن تلوث الهواء المزمن يسرّع عملية شيخوخة الدماغ، مما يضعف الصحة الإدراكية تدريجيًا.
اقرأ أيضًا: انخفاض مستويات فيتامين ب12 قد يؤثر على وظائف المخ لدى كبار السن
صحة الدماغ في خطر مع تقدم العمر
بحسب الباحثين، فإن صحة الدماغ لدى كبار السن تتأثر بوضوح عند التعرض لفترات طويلة لتلوث الهواء، حتى لو كانت هذه المستويات ضمن الحد المسموح به دوليًا، وأكدوا أن الجسيمات الدقيقة PM2.5 لديها القدرة على اختراق الحاجز الدموي الدماغي والوصول إلى الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى التهابات مزمنة داخل الدماغ.
التوزيع الجغرافي عامل مؤثر
لاحظ الباحثون أن الأشخاص المقيمين في المدن الكبرى كانوا الأكثر عرضة لخطر التدهور العصبي، خصوصًا من يعيشون بالقرب من الطرق السريعة أو المناطق الصناعية، حيث تكون معدلات التلوث أعلى، ما يبرز الدور الحاسم الذي يلعبه الموقع الجغرافي في حماية أو تهديد صحة الدماغ لدى كبار السن.
توصيات للحد من التأثيرات السلبية
أوصت الدراسة بضرورة اتخاذ خطوات وقائية مثل استخدام أجهزة تنقية الهواء في المنازل، والحد من الخروج في فترات ذروة التلوث، كما دعت صُنّاع القرار إلى تعديل السياسات البيئية وتطوير حلول حضرية للحد من انبعاثات التلوث، لحماية صحة الدماغ لدى كبار السن وضمان جودة حياة أفضل لهم.