في تطور خطير يثير قلق الخبراء، أظهرت دراسة حديثة أن تراجع معدلات تطعيم الحصبة يشكل تهديداً حقيقيًا لملايين الأطفال، والحصبة وهي مرض فيروسي معدي يمكن الوقاية منه بلقاح بسيط، أصبحت الآن في صدارة المخاوف الصحية بسبب الانخفاض المستمر في نسب التطعيم عالمياً، هذا الوضع يضع الأنظمة الصحية أمام تحدٍ كبير لاحتواء تفشي المرض.
تفاقم أزمة تطعيم الحصبة حول العالم
نشرت الدراسة في الولايات المتحدة بتاريخ 10 مارس 2025، وكشفت أن أكثر من 21 مليون طفل حول العالم لم يحصلوا على الجرعة الأولى من تطعيم الحصبة خلال عام 2024، وتشير التقديرات إلى أن نسبة التغطية بالتطعيم في بعض المناطق انخفضت إلى أقل من 80%، بينما يتطلب تطعيم الحصبة تغطية تزيد عن 95% لضمان مناعة القطيع وحماية المجتمعات من تفشي المرض.
أسباب تراجع تطعيم الحصبة
يرجع الباحثون هذا الانخفاض إلى عوامل متعددة، أبرزها انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة حول سلامة اللقاحات، والتي أثرت على ثقة الآباء في برامج التطعيم، إضافة إلى ذلك تعاني العديد من الدول من ضعف البنية التحتية الصحية، مما يحد من الوصول إلى اللقاحات في المناطق النائية، وهذه العوامل مجتمعة جعلت تطعيم الحصبة يتراجع إلى مستويات لم تشهدها منذ عقود، مما يهدد بإعادة المرض إلى دائرة الضوء.
تعرف على: هل تلقي اللقاحات أثناء تناول الأدوية آمن؟.. خبير يشرح
المخاطر التي تهدد الأطفال
يحذر العلماء من أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة لمضاعفات الحصبة، مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الدماغ، وحتى الوفاة في بعض الحالات، ومع انخفاض تطعيم الحصبة، يتوقع الخبراء زيادة حالات الإصابة بنسبة قد تصل إلى 50% في المناطق الأقل تطعيماً خلال السنوات القادمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.
دعوة عاجلة للتحرك
يدعو التقرير إلى تكثيف الحملات التوعوية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاحات، إلى جانب تعزيز الدعم اللوجستي لتوزيع اللقاحات. تطعيم الحصبة ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة للحفاظ على صحة الأجيال القادمة، وفقاً لما أكده الباحثون.