تشير الإحصائيات العالمية إلى أن 70% من الأشخاص يعانون على الأقل مرة واحدة في حياتهم من تشنجات عضلة الساق، وهي حالة قد تبدو بسيطة لكنها قد تكون مؤشرا على مشاكل صحية أكثر تعقيدا، وبحسب الطبيبين سيرغي أغابكين وأليكسي خوخريف، فإن هذه التشنجات تنتج غالبا عن مجهود بدني مفرط أو التعرض للماء البارد، لكنها أحيانا تحمل دلالات أعمق ترتبط بنقص المعادن، أمراض الأوعية الدموية، أو حتى بعض الحالات العصبية.
أسباب تشنجات عضلة الساق
وترجع الأسباب الرئيسية لتشنجات الساق إلى نقص الكالسيوم والمغنيسيوم، حيث أشارت دراسة نشرتها مجلة (Nutrients) عام 2023، إلى أن نقص المغذيات مثل الكالسيوم والمغنيسيوم يؤثر بشكل مباشر على وظيفة العضلات، حيث تؤدي هذه المعادن دورًا رئيسيًا في تنظيم تقلص العضلات واسترخائها، إضافة إلى أمراض الأوعية الدموية حيث تتسبب مشاكل مثل الدوالي، في عرقلة تدفق الدم إلى الأطراف السفلية، ما يؤدي إلى التشنجات، ويمكن تقليل هذه الحالات من خلال ارتداء الجوارب الضاغطة العلاجية، التي تساعد على تحسين تدفق الدم وتقليل التقلصات العضلية.
اقرأ أيضًا تشنجات باطن الساق.. الأسباب والعلاجات الطبيعية ومتى تحتاج لزيارة الطبيب؟
السكري وتشنجات الساق
ويعتبر داء السكري من بين أسباب تشنجات الساق حيث يضعف داء السكري الدورة الدموية الدقيقة، ما يؤثر على تغذية الألياف العصبية التي تتحكم في العضلات، وأشارت أبحاث حديثة نشرت في مجلة (Diabetes Care) إلى أن 50% من مرضى السكري يعانون من تشنجات عضلية مؤلمة في الأطراف السفلية بسبب هذه الآلية.
فتق العمود الفقري وتشنجات الساق
ويعتبر أيضا فتق العمود الفقري من بين أسباب تشنجات الساق حيث يمكن أن تؤدي مشاكل العمود الفقري، مثل الفتق، إلى ضغط على الأعصاب التي تغذي العضلات، مما يؤدي إلى تشنجات وغالبا ما يصاحبها أعراض مثل الخدر أو الوخز، كما أن الآثار الجانبية للأدوية تعتبر من أسباب تشنجات الساق، حيث يشير الدكتور أليكسي خوخريف إلى أن العديد من الأدوية قد تسبب تشنجات كأثر جانبي، بما في ذلك مدرات البول، الكورتيكوستيرويدات، والعلاج بالهرمونات البديلة، وينبغي استشارة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض مع تناول الأدوية.
علاج تشنجات عضلة الساق
يجب تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والكالسيوم، مثل المكسرات والبقوليات ومنتجات الألبان، لتعويض النقص في هذه المعادن، وتعتبر الجوارب الضاغطة من علاجات تشنجات عضلة الساق حيث تساهم في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التشنجات الناتجة عن مشاكل الأوعية الدموية، والعلاج الفيزيائي يساعد في تقوية العضلات وتقليل الضغط على الأعصاب في حالة فتق العمود الفقري، وتعتبر مراجعة الأدوية إذا كان التشنج مرتبطا باستخدام أدوية معينة، فقد يتطلب الأمر تعديل الجرعة أو استبدالها تحت إشراف طبي.
كما أن الحفاظ على الترطيب مهم، حيث تشير دراسات إلى أن الجفاف يزيد من احتمالية التشنجات العضلية، خاصة أثناء ممارسة الرياضة، كما يعتبر التمدد قبل النوم من بين علاجات تشنجات عضلة الساق حيث أثبتت الأبحاث أن تمديد العضلات يوميا يقلل من حدة التشنجات الليلية بنسبة تصل إلى 70%، وكذلك مراقبة الحالة الصحية العامة حيث ينصح بإجراء فحوصات دورية للكشف عن أي أمراض مزمنة أو نقص في المغذيات.
اقرأ أيضًا 5 أسباب ورائها.. ماهي متلازمة العضلة الكمثرية وأعراضها؟