كشفت أحدث الأبحاث الطبية العالمية، بما في ذلك تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، عن الفوائد الصحية المحتملة لزيت القنب(زيت بذرة النقب)، حيث أظهرت الدراسات دوره الفعّال في تخفيف الألم المزمن، وتقليل الالتهابات، وتحسين جودة النوم، بالإضافة إلى استخدامه كعلاج داعم لبعض الحالات العصبية والنفسية، ووفقًا لدراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، أظهرت المركبات النشطة في زيت القنب، مثل الكانابيديول (CBD) والتتراهيدروكانابينول (THC)، تأثيرًا إيجابيًا في تقليل الألم المزمن لدى مرضى التهاب المفاصل والأمراض العصبية مثل التصلب المتعدد والفيبروميالغيا.
كيف يعمل زيت القنب؟
وأشار التقرير إلى أن زيت بذرة النقب يعمل عن طريق التأثير على مستقبلات الألم في الجهاز العصبي المركزي، مما يجعله خيارًا آمنًا نسبيًا مقارنة بالمسكنات التقليدية، التي قد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة عند الاستخدام طويل الأمد، وأكدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر حديثًا أن زيت القنب قد يساعد في تقليل أعراض القلق والاكتئاب، خاصة لدى المرضى الذين لا يستجيبون جيدًا للأدوية التقليدية.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن الكانابيديول (CBD) يمكن أن يساعد في تحسين اضطرابات النوم وتقليل التوتر العصبي، مما يجعله خيارًا طبيعيًا للمرضى الذين يعانون من الأرق المزمن واضطرابات ما بعد الصدمة.
اقرأ أيضًا أضرار القنب.. تهديد صريح لصحة أطفالك داخل المنزل!
زيت القنب والأمراض العصبية
وفي مجال الأمراض العصبية، أشارت دراسات حديثة إلى أن زيت القنب قد يكون مفيدًا في إبطاء تقدم أمراض مثل الزهايمر ومرض باركنسون، حيث أظهرت أبحاث المعهد الوطني للصحة (NIH) أن مركباته المضادة للأكسدة قد تساهم في حماية الخلايا العصبية وتقليل الالتهاب في الدماغ، كما أظهرت تجارب سريرية أن المرضى الذين يستخدمون زيت القنب يعانون من نوبات صرع أقل حدة وتكرارًا، مما دفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إلى الموافقة على استخدام عقار Epidiolex، وهو دواء يعتمد على مستخلص القنب، لعلاج أنواع معينة من الصرع لدى الأطفال.
القنب والقلب
ومن الناحية القلبية، تشير الأبحاث إلى أن زيت القنب قد يساعد في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، بسبب تأثيره المضاد للالتهابات ودوره في تحسين تدفق الدم، كما أن بعض الدراسات أوضحت أن القنب قد يكون مفيدًا في علاج متلازمة القولون العصبي وأمراض الأمعاء الالتهابية، بفضل تأثيره المهدئ على الجهاز الهضمي.
تحذير من القنب
وعلى الرغم من هذه الفوائد الواعدة، لا يزال الجدل قائمًا حول سلامة الاستخدام طويل الأمد لزيت القنب، خاصة فيما يتعلق بجرعاته وتأثيراته الجانبية، وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن بعض المنتجات المتاحة في الأسواق قد لا تكون نقية بنسبة 100%، مما يستوجب مزيدًا من الرقابة والبحث العلمي لضمان استخدامها بأمان وفعالية، وأكدت المنظمة أن زيت القنب يمكن أن يكون إضافة مهمة في الطب الحديث، لكنها شددت على ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامه، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية أخرى، لتجنب أي تفاعلات دوائية محتملة.
اقرأ أيضًا أضرار الحشيش الطبي.. هل يزيد خطر الإدمان؟