يؤثر الطقس البارد بشكل كبير على صحة القلب والأوعية الدموية، في فصل الشتاء، يواجه الجسم تحديات أكبر للحفاظ على درجة حرارته الداخلية، مما يجبر القلب على بذل مجهود مضاعف لضخ الدم بشكل فعال إلى مختلف أنحاء الجسم، كما يوضح الدكتور باسم ظريف، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب القومي بالقاهرة.
انقباض الشرايين وزيادة ضغط الدم
وقال الدكتور باسم ظريف، إن درجات الحرارة المنخفضة تُسهم في انقباض الأوعية الدموية بشكل مؤقت، وهو ما يُقلل من تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، لافتًا إلى أن هذه الانقباضات تؤدي إلى زيادة الضغط داخل الشرايين، حيث يحتاج القلب إلى المزيد من القوة لضخ الدم عبر الأوعية الضيقة، موضحًا أن هذه الظاهرة تعتبر من العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم خلال فصل الشتاء، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
اقرأ أيضًا: تأثير الحالة النفسية على التهاب الأعصاب.. طبيب يوضح

تأثير البرد على تدفق الأكسجين
وأضاف “ظريف”، أن الطقس البارد يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى عضلات القلب، ما يؤثر على إمدادها بالأكسجين الضروري، منوهًا بأن هذا التقييد في تدفق الدم يزيد من خطر حدوث جلطات دموية، التي تؤدي إلى نوبات قلبية أو حتى سكتات دماغية، ووفقًا له، فإن موسم الشتاء يزيد من فرص حدوث هذه الأزمات بشكل ملحوظ.
العلاقة بين البرودة والضغوط القلبية
البرودة تؤثر أيضًا على معدل ضربات القلب، حسب ما يوضح استشاري القلب والأوعية الدموية، في الطقس البارد، يحاول الجسم تعويض فقدان الحرارة عن طريق زيادة عملية التمثيل الغذائي، مما يتسبب في تسارع ضربات القلب، ويرتبط هذا الارتفاع في سرعة ضربات القلب بالحاجة لضمان تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل المخ والعضلات في محاولة لتدفئة الجسم والحفاظ على وظائفه الحيوية.
اقرأ أيضًا: أضرار غير متوقعة لعرق النسا.. تصل إلى تلف الأعصاب

النغزات القلبية والشتاء
تتزايد شكاوى نغزات الصدر خلال فصل الشتاء، ويشعر البعض بقلق من أن هذه الأعراض تشير إلى مشاكل قلبية، لكن وفقًا لـ”ظريف”، فإن هذه النغزات غالبًا ما تكون نتيجة لتأثيرات الهواء البارد على عضلات القفص الصدري، وعندما يتعرض الشخص لهواء بارد مباشر، تتقلص العضلات في المنطقة الصدرية، مما يسبب ضغطًا على الأعصاب، وهو ما يؤدي إلى الشعور بتلك النغزات التي لا ترتبط عادةً بأمراض القلب.
