تُعد عشبة الحباسة، المعروفة أيضًا باسم الحلبة الحمراء أو *Plantago lanceolata*، من الأعشاب الطبية التي تحظى بشعبية واسعة في الطب التقليدي العربي والعالمي، أظهرت دراسات حديثة، منها أبحاث منشورة في مجلة *Journal of Ethnopharmacology* وموقع *WebMD*، أن عشبة الحباسة تمتلك خصائص علاجية متعددة، بدءًا من تعزيز المناعة إلى تحسين صحة الجهاز التنفسي، في هذا الموضوع الحصري نجيب على أسئلة حول فوائد عشبة الحباسة، علاقتها بكف مريم، أضرارها المحتملة، أماكن بيعها، وكيفية تحضير مشروبها، لنقدم دليلًا شاملًا للاستفادة من هذا الكنز الطبيعي بأمان.
ما هي فوائد عشبة الحباسة؟
تتميز عشبة الحباسة بتركيبتها الغنية بالمركبات النشطة مثل الفلافونويدات، البوليفينولات، والمخاط النباتي، مما يجعلها علاجًا طبيعيًا للعديد من الحالات، وفقًا لدراسة أجريت في جامعة مكناس بالمغرب، تشمل فوائد عشبة الحباسة: تعزيز المناعة بنسبة 30% بفضل مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، تقليل التهابات الجهاز التنفسي مثل التهاب الحلق والسعال، وتحسين الهضم عبر تهدئة القولون العصبي بنسبة 25%، كما تُساعد في تخفيف آلام المفاصل والعضلات بفضل خصائصها المضادة للالتهابات، وتُستخدم تقليديًا لتنظيم الدورة الشهرية وتحفيز الولادة للنساء، تُسهم في تحسين صحة البشرة عبر تقليل حب الشباب بفضل تأثيرها المطهر، كما يُمكن أن تُقلل أيضًا من مستويات السكر في الدم بنسبة 10-15% لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وفقًا لتقرير من *Meknes Post*.
تعرف على: شاي المته.. دراسة حديثة تكشف فوائده الصحية المذهلة
هل عشبة الحباسة هي كف مريم؟
خلافًا للاعتقاد الشائع عشبة الحباسة ليست كف مريم، فعلى الرغم من تشابه بعض استخداماتهما في الطب التقليدي، فإن عشبة الحباسة، أو *Plantago lanceolata*، تنتمي إلى عائلة الحوذانيات وتُعرف بأوراقها الرمحية وخصائصها المضادة للالتهابات، أما كف مريم (*Vitex agnus-castus*)، فهي شجيرة من عائلة الشفويات، تُعرف بثمارها التي تُسمى “توت العفة” وتُستخدم لتنظيم الهرمونات، خاصة لتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض وزيادة الخصوبة وفقًا لموقع *WebMD*، كف مريم تُؤثر على هرمون البرولاكتين، بينما تركز الحباسة على علاج الالتهابات والهضم. الخلط بينهما ينشأ من استخدامهما لدعم صحة النساء، لكنهما نباتان مختلفان تمامًا من حيث التركيبة والتأثير.
أضرار عشبة الحباسة المحتملة
على الرغم من فوائد عشبة الحباسة، إلا أن الإفراط في استخدامها أو تناولها دون استشارة طبية قد يُسبب أضرارًا وفقًا لموقع *Mafahem*، وتشمل الآثار الجانبية:
– ردود فعل تحسسية مثل الطفح الجلدي لدى 2-3% من المستخدمين ذوي الحساسية لنباتات الحوذانيات، وزيادة سيولة الدم، مما قد يُشكل خطرًا لمرضى السيولة أو من يتناولون مميعات الدم.
– الحوامل والمرضعات يجب أن يتجنبنها: حيث أشارت دراسات محدودة إلى أنها قد تُحفز تقلصات الرحم بنسبة 5% في الثلث الأخير من الحمل.
– ويُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل استخدامها، خاصة لمن يتناولون أدوية السكري أو الضغط، لتجنب التفاعلات الدوائية.
– اضطرابات المعدة مثل الإسهال أو الغثيان عند تناول جرعات عالية (أكثر من 10 غرام يوميًا).
أين تُباع عشبة الحباسة؟
تتوفر عشبة الحباسة في عدة أماكن ويمكن العثور عليها في متاجر العطارة التقليدية، حيث تُباع كأوراق مجففة أو مسحوق، كما تُوجد في الصيدليات الكبرى كمكملات غذائية على شكل كبسولات أو أقراص، مثل منتجات “Nature’s Way” أو “GNC”، وأيضًا مواقع التسوق الإلكتروني مثل *Amazon*، *iHerb*، و*Souq*، وتُباع في أسواق الأعشاب المحلية ولكن يُنصح الشراء من مصادر موثوقة لضمان خلوها من المبيدات، والتحقق من شهادات الجودة العضوية.
مشروب عشبة الحباسة.. طريقة التحضير
يُعد مشروب عشبة الحباسة من أكثر الطرق شيوعًا للاستفادة من خصائصها العلاجية وفقًا لموقع *thaat.co*، ويمكن تحضيره باتباع الخطوات التالية:-
– اغلي كوبًا من الماء (250 مل)، أضف ملعقة صغيرة (3-5 غرام) من أوراق الحباسة المجففة أو المسحوق.
– اترك الخليط ينقع لمدة 10 دقائق، ثم صفيه وأضف ملعقة صغيرة من العسل لتحسين النكهة.
ويُشرب المشروب مرة إلى مرتين يوميًا لتخفيف السعال أو تحسين الهضم، ولعلاج التهاب الحلق، يُمكن استنشاق بخار المشروب الساخن لمدة 5 دقائق، كما يُمكن تحضير كمادات من المشروب المركز لوضعها على المفاصل المؤلمة، مما يُقلل الألم بنسبة 20%، وفقًا لدراسة ميدانية في المغرب.
نصائح للاستخدام الآمن لعشبة الحباسة
للاستمتاع بفوائد عشبة الحباسة بأمان يُوصى باتباع جرعات معتدلة (3-5 غرام يوميًا) وتجنب الاستخدام المطول لأكثر من 6 أسابيع دون استشارة طبية، ويُفضل البدء بكميات صغيرة لاختبار الحساسية،خاصةً لمن لديهم تاريخ مع حساسية النباتات.
وتجنب استخدامها أثناء الحمل أو الرضاعة إلا بإشراف طبيب، واستشيري مختصًا إذا كنتِ تتناولين أدوية قد تتفاعل مع الأعشاب، مثل مميعات الدم أو أدوية السكري، ويُمكن دمج عشبة الحباسة مع أعشاب أخرى مثل النعناع أو البابونج لتعزيز تأثيرها المهدئ. الاعتدال والوعي الصحي هما مفتاح الاستفادة من هذا النبات دون مخاطر.