الأمراض الوراثية للقلب قد تكون صامتة، لكنها تُظهر نفسها أحيانًا بشكل مفاجئ ومأساوي، مثل الموت المفاجئ، خاصة بين الشباب، إذا حدثت مثل هذه الوفاة داخل الأسرة، يصبح الكشف المبكر ضرورة قصوى لحماية بقية أفراد العائلة، بهذه الكلمات بدأ الدكتور باسم ظريف، استشاري أمراض القلب بالمعهد القومي لأمراض القلب بالقاهرة، حديثه لـ”شهد كلينك“، عن خطورة أمراض القلب الوراثية وأهمية متابعة التاريخ العائلي لأي أمراض قلبية، وفي الحوار التالي، يكشف الدكتور باسم ظريف أبرز أسباب هذه الأمراض، طرق التشخيص، وأهمية التدخل المبكر لإنقاذ الأرواح، وإلى نص الحوار:
في البدااية ما هي أبرز أمراض القلب الوراثية التي تشكل خطراً على حياة المرضى؟
أبرز الأمراض الوراثية المرتبطة بالقلب هي تلك المتعلقة باختلال كهرباء القلب أو اعتلال عضلة القلب، وهذه الأمراض قد تكون صامتة ولا تظهر أي أعراض واضحة، لكنها قد تُظهر نفسها بمأساة، كالموت المفاجئ، وإذا حدثت وفاة مفاجئة في سن مبكرة لدى أحد أفراد الأسرة، فهذا يستدعي فحص ومتابعة كل أفراد العائلة بشكل فوري.

ما هي الأسباب التي تبحثون عنها أثناء فحص أفراد العائلة؟
هناك سببان رئيسيان نبحث عنهما، أولاً، الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى اختلال مفاجئ في نبضات القلب نتيجة خلل كهربائي، وثانيًا، اعتلال عضلة القلب، سواء بزيادة سمكها، أو تمددها وفقدانها لقوتها، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة أو حتى الوفاة المفاجئة.
اقرأ أيضًا: احذر.. أضرار الوجبات السريعة تمتد لتصيبك بالسرطان وأمراض القلب!
ماذا عن الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر؟ هل لها علاقة بالتاريخ العائلي؟
بالتأكيد، الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر يمكن أن تنتقل وراثيًا، وإذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بهذه الأمراض، فالأمر يتطلب متابعة دقيقة لتجنب مضاعفاتها، وبالنسبة لأمراض الشريان التاجي، فهي أيضًا قد تظهر فجأة لدى بعض الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي.

كيف يساعد التاريخ العائلي في التشخيص؟
وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب، مثل الشريان التاجي أو اعتلال عضلة القلب، يساعد الأطباء في التشخيص المبكر والبحث عن عوامل الخطورة، مثل ارتفاع الكوليسترول أو ضعف عضلة القلب، هذا يتيح لنا التدخل مبكرًا والسيطرة على الحالة قبل تطورها.
اقرأ أيضًا: ما هي أضرار المشروبات المحلاة بالسكر.. وما تأثيرها على القلب؟
هل هناك فحوصات محددة يجب القيام بها للكشف عن هذه الأمراض؟
نعم، هناك عدة فحوصات مهمة، وهي كالتالي:
- تخطيط كهربية القلب (EKG)، لقياس النشاط الكهربائي للقلب.
- الاختبار الجيني، لمعرفة إذا كنت تحمل الجينات المسببة لهذه الأمراض.
- اختبار الإجهاد، لقياس كفاءة عمل القلب أثناء النشاط البدني.
هل هناك أعراض مبكرة يمكن أن تشير إلى أمراض القلب الوراثية؟
البعض قد لا تظهر عليه أي أعراض، لكن آخرين قد يعانون من خفقان القلب، الإغماء، ضيق التنفس، أو ألم في الصدر، إذا حدثت هذه الأعراض، خاصة مع وجود تاريخ عائلي، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب.

هل يمكن التعايش مع أمراض القلب الوراثية؟
بالطبع، التعايش مع أمراض القلب ممكن إذا تم تشخيص الحالة مبكرًا واتباع خطة علاجية مناسبة، ويمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية إذا التزم بتغيير نمط حياته وتجنب العوامل التي تزيد من خطورة الحالة.
أخيرًا، ما هي رسالتك للعائلات التي لديها تاريخ مرضي في القلب؟
أنصح الجميع بعدم تجاهل التاريخ العائلي، إذا كان هناك حالات وفاة مفاجئة أو إصابة بأمراض القلب في العائلة، عليكم بمراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، والكشف المبكر هو الخطوة الأهم للوقاية والحفاظ على صحتكم وصحة عائلاتكم.