كشف الدكتور السيد جاويش، استشاري أمراض الباطنة، أن الأدوية المنومة قد تشكل تهديدًا للصحة العقلية، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر.
وأوضح أن الأشخاص الذين يعتمدون بشكل متكرر على الأدوية المنومة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 79% مقارنة بالذين لا يستخدمون هذه الأدوية.
الأدوية التي قد تسبب الزهايمر
وقال الدكتور السيد جاويش، إن بعض الأدوية تسهم في زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، خاصةً إذا تم استخدامها بانتظام، من بينها تلك التي تم ربطها بزيادة المخاطر هي حبوب النوم الشهيرة مثل “بنادريل” و”نايتول”، بالإضافة إلى أدوية الحساسية وحمى القش، وبعض أدوية الاكتئاب مثل “دوكسيبين” و”ديتروبان” المستخدمة في علاج مشاكل المثانة. لافتًا إلى أن تناول هذه الأدوية بشكل يومي لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات قد يزيد من خطر الإصابة بألزهايمر بنسبة تصل إلى 60%.
اقرأ أيضًا: السر في الخلايا الدبقية.. ما علاقة إجهاد الدماغ بالزهايمر؟

تأثير الأدوية المنومة على الذاكرة
أوضح الدكتور جاويش، أن الأدوية المنومة، وخصوصًا البنزوديازيبينات، يمكن أن تؤثر على الذاكرة والوظائف العقلية بشكل عام.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية لفترات طويلة، خاصة لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، قد يواجهون زيادة في خطر الإصابة بمرض الزهايمر تصل إلى 32%.، وتزداد هذه النسبة إلى 84% في حال استخدام الأدوية لفترة تتجاوز الستة أشهر، وفق أحدث الدراسات ولأبحاث العلمية الموثقة.
الآثار الجانبية لحبوب النوم
ولفت إلى تنوع الآثار الجانبية للأدوية المنومة، ومنها فقدان الشهية، زيادة خطر السقوط، اضطرابات في التبول، وقد تؤدي إلى نوبات صرع في بعض الحالات.
وتابع أن استخدام هذه الأدوية بشكل مفرط قد يتسبب أيضًا في تأثيرات سلبية على الذاكرة والتركيز، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالخرف مع مرور الوقت.

هل الأدوية النفسية تسبب الخرف؟
وأشار الدكتور جاويش، إلى أن بعض الأدوية النفسية، مثل المهدئات وأدوية القلق والاكتئاب، تؤدي في بعض الحالات إلى أعراض مشابهة للخرف، أو تزيد من تفاقم هذه الأعراض لدى الأشخاص المعرضين للخطر، رغم أن هذه الأدوية لا تتسبب بالزهايمر بشكل مباشر، إلا أنها تساهم في تدهور القدرات العقلية بمرور الوقت.
نصائح لتقليل خطر الزهايمر
للوقاية من مرض الزهايمر، أوصى “جاويش”، بتجنب التدخين والسيطرة على العوامل التي تؤثر على الأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وداء السكري.
ونصح باتباع نظام غذائي متوازن، مثل النظام الغذائي المتوسطي، الذي يشمل الخضروات، الفواكه، والبروتينات منخفضة الدهون، إضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا 3.
اقرأ أيضًا: أسباب الزهايمر وأعراضه وطرق علاجه.. المرض الذي يهدد الملايين عالميًا
متى يظهر الزهايمر؟
قال إن مرض الزهايمر يظهر عادة بعد سن 65 عامًا، لكنه قد يظهر في حالات نادرة في سن مبكرة تصل إلى ما قبل 40 عامًا، ويقدر انتشار المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا بأقل من 5%، بينما تصل النسبة إلى نحو 50% بين من هم في سن 85 عامًا وما فوق.
في الختام، نبّه الدكتور جاويش، إلى ضرورة الحذر عند استخدام الأدوية المنومة والمسكنات، وعدم الاعتماد عليها لفترات طويلة لتجنب تأثيراتها السلبية على الذاكرة والصحة العقلية.
