الرغبة في ممارسة الرياضة تتفاوت بشكل كبير من شخص لآخر، بل وحتى من يوم ليوم، دراسة جديدة صادرة من جامعة ولاية آيوا توضح أن هذه التغيرات المزاجية ليست محض صدفة، بل ترتبط بنشاطات معينة في الدماغ تلعب دورًا كبيرًا في تحفيز أو تثبيط الدافع الرياضي.
كيف تعمل الرغبة في ممارسة الرياضة؟
في الدراسة التي نُشرت يوم 19 مارس 2025، استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لتحليل نشاط الدماغ أثناء تعرض المشاركين لمحفزات مرتبطة بالتمارين مثل صور لجهاز المشي أو أشخاص يركضون، النتائج أظهرت أن مناطق معينة في الدماغ مثل القشرة الأمامية والحصين كانت أكثر نشاطًا لدى الأشخاص الذين شعروا بدافع أقوى لممارسة الرياضة.
هذا يعني أن الرغبة في ممارسة الرياضة ليست فقط قرارًا واعيًا، بل هي أيضًا استجابة بيولوجية داخلية تتأثر بعوامل متعددة.
ما الذي يثبط رغبتنا أحيانًا؟
من المثير أن الدراسة أشارت إلى أن التوتر، قلة النوم، وسوء التغذية تؤثر بشكل مباشر على النشاط العصبي المسؤول عن تحفيز التمرين، مما يُضعف الرغبة في ممارسة الرياضة، كما أن الأشخاص الذين اعتادوا على نمط حياة خامل، أظهروا استجابة أضعف بكثير للمحفزات الرياضية، مقارنة بمن لديهم خلفية نشطة.
تعرف على: دراسة تكشف فوائد ممارسة الرياضة للأطفال.. ما علاقتها بالتفوق الدراسي؟
الدماغ كمحرك سري للرياضة
الدكتورة أليسون فيليبس، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أوضحت أن هذه النتائج تدعم فكرة أن سلوكياتنا الرياضية يمكن تحسينها بتغيير العوامل المحيطة التي تؤثر في الرغبة في ممارسة الرياضة، مثل النوم والتغذية والمحفزات البصرية، وأضافت: “إذا أردت أن تبدأ بممارسة الرياضة بانتظام، فابدأ بتحفيز دماغك قبل جسدك”.
ماذا تعني هذه النتائج لنا؟
هذه الدراسة لا تقدم فقط تفسيرات علمية، بل تفتح الباب لاستراتيجيات عملية جديدة لتطوير الروتين الرياضي، فربما حان الوقت لإعادة التفكير في كيفية تعزيز الرغبة في ممارسة الرياضة، ليس فقط عبر الإرادة، بل أيضًا عبر تحفيز الجهاز العصبي بطريقة ذكية.