أظهرت دراسة علمية حديثة أن تعاطي القنب (الماريجوانا) يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى البالغين الأصغر سناً، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً، مما يثير مخاوف صحية جديدة في ظل تزايد الاتجاه نحو تقنين استخدام القنب في العديد من الدول حول العالم.
منهجية الدراسة ونطاقها
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 10 ملايين شخص في قاعدة بيانات وطنية للرعاية الصحية في الولايات المتحدة، بين عامي 2016 و 2023، وتضمنت المعلومات تفاصيل عن الحالة الصحية واستخدام المواد والمتغيرات الديموغرافية، وقد قام الباحثون بتعديل النتائج لمراعاة عوامل الخطر التقليدية لأمراض القلب، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، للتأكد من أن العلاقة بين تعاطي القنب والنوبات القلبية كانت مستقلة عن هذه العوامل.
تعرف على: فوائد زيت القنب.. هل يحميك من أمراض القلب ويقلل الالتهابات؟
ارتباط تعاطي القنب بمخاطر صحة القلب
كشفت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن الأشخاص الذين يتعاطون القنب بانتظام معرضون لخطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة تزيد بحوالي 20% مقارنة بغير المتعاطين، وأن هذا الخطر يرتفع بشكل خاص لدى الشباب الذين ليس لديهم عوامل خطر تقليدية لأمراض القلب، حيث وجدت الدراسة أن متعاطي القنب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 عاماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية بنسبة تصل إلى 42% مقارنة بأقرانهم من غير المتعاطين.
الآليات البيولوجية المحتملة
أوضحت الدراسة أن هناك عدة آليات محتملة يمكن من خلالها أن يؤثر القنب على صحة القلب، حيث يمكن أن يؤدي تعاطي القنب إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما قد يضع ضغطاً إضافياً على القلب، كما أن مادة THC، وهي المكون النفسي الرئيسي في القنب، يمكن أن تسبب تضيق الأوعية الدموية وزيادة تجلط الدم، مما يزيد من خطر انسداد الشرايين، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر القنب على وظيفة بطانة الأوعية الدموية ويساهم في الالتهابات المزمنة، وهي عوامل معروفة في تطور أمراض القلب.
تأثير طرق الاستهلاك المختلفة
وجدت الدراسة أن طريقة استهلاك القنب يمكن أن تؤثر أيضاً على درجة الخطر، حيث كان التدخين أو التبخير أكثر ارتباطاً بمخاطر القلب مقارنة بالاستهلاك عن طريق الفم، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن استنشاق الدخان أو البخار يمكن أن يؤدي إلى وصول المواد الكيميائية النشطة إلى مجرى الدم بشكل أسرع وبتركيزات أعلى، كما أن استنشاق الدخان يمكن أن يسبب أضراراً إضافية للرئتين والجهاز التنفسي، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على صحة القلب.
تداعيات على الصحة العامة والتشريعات
تشير الدراسة إلى أن هناك حاجة ملحة لمزيد من التوعية حول المخاطر الصحية المحتملة لتعاطي القنب، خاصة مع تزايد قبوله اجتماعياً وقانونياً في العديد من البلدان، كما تدعو الدراسة صانعي السياسات إلى النظر في هذه النتائج عند وضع اللوائح المتعلقة باستخدام القنب، وتقترح أن تتضمن المنتجات القانونية تحذيرات صحية واضحة حول المخاطر المحتملة على صحة القلب، خاصة للمستخدمين الأصغر سناً.