أصدر المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان (AICR) بالتعاون مع الصندوق العالمي لأبحاث السرطان (WCRF) تقريرًا شاملًا نُشر اليوم، يُعد من أكبر الدراسات العالمية التي تُسلط الضوء على دور النظام الغذائي ونمط الحياة في الوقاية من السرطان، التقرير اعتمد على تحليل معمق لأكثر من 10,000 دراسة علمية في مجال الأورام والغذاء والسلوكيات الصحية، ما يجعله مرجعًا موثوقًا للأطباء والباحثين وصناع السياسات الصحية حول العالم.
كيف يساهم نظامك الغذائي في الوقاية من السرطان؟
التقرير يؤكد أن تناول كميات وفيرة من الخضروات، الفواكه، البقوليات، والحبوب الكاملة، مع تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة، يساعد بشكل مباشر في الوقاية من السرطان بأنواع متعددة من السرطان مثل القولون، المعدة، والثدي، ويشدد الباحثون على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والمشروبات السكرية التي ترفع من مؤشرات السمنة ومخاطر الالتهاب في الجسم.
النشاط البدني شريك أساسي لصحتك
ممارسة الرياضة بانتظام، حتى ولو كانت بسيطة مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا، لها تأثير وقائي قوي حسب ما ورد في التقرير، فالتمارين الرياضية تحسن من التوازن الهرموني، تعزز من كفاءة الجهاز المناعي، وتقلل من الالتهاب المزمن، كما يوصي التقرير بتقليل فترات الجلوس الطويلة خاصة أمام الشاشات، وتعويضها بالحركة المستمرة خلال اليوم إذ أنها تساهم بشكل كبير في الوقاية من السرطان.
اقرأ أيضًا: الوقاية من السرطان.. الإقلاع عن التدخين يقلل الخطر بنسبة 40%
الوزن الصحي يقلل خطر الإصابة بنسبة كبيرة
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الأشخاص الذين يحافظون على وزن مثالي يقل لديهم خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان بنسبة تصل إلى 18%، خاصة سرطانات الكبد، الثدي، والرحم، فالسمنة ترفع من مستويات الأنسولين وهرمونات النمو التي قد تُحفز الخلايا السرطانية، لذا الحفاظ على توازن السعرات الحرارية أصبح ضرورة لا رفاهية.
عادات يومية قد تُحدث فرقًا كبيرًا
التقرير يدعو إلى الامتناع تمامًا عن التدخين، والتقليل من شرب الكحول قدر المستطاع، حيث تساهم هذه العادات بشكل مباشر في رفع معدلات الإصابة بالسرطان، كما يُوصي بتشجيع الرضاعة الطبيعية، ليس فقط لفوائدها على صحة الطفل، بل لأنها تقلل أيضًا من خطر إصابة الأمهات بسرطان الثدي، التغيير يبدأ بخطوة، وهذه الخطوات اليومية الصغيرة قد تخلق تأثيرًا وقائيًا كبيرًا على المدى البعيد.
الوقاية من السرطان لم تعد رفاهية
مع تزايد أعداد المصابين بالسرطان حول العالم، يشدد التقرير على ضرورة اعتماد أنماط حياة صحية كجزء أساسي من استراتيجيات الوقاية العامة، ويدعو الحكومات إلى دمج هذه التوصيات في السياسات الصحية والتوعوية، كما يشجع الأفراد على تحويل عاداتهم الغذائية والحركية إلى أسلوب حياة طويل الأمد، الوقاية من السرطان لم تعد مجرد توصية، بل أصبحت حاجة مُلحّة.