كوفيد طويل الأمد وخلايا الدم البيضاء.. علاقة تهدد صحة النساء

تقول دراسة جديدة إن اختبار دم بسيط قد يحدد المرضى المعرضين لخطر الإصابة بمرض كوفيد طويل الأمد، وأفاد باحثون في دراسة جديدة نُشرت في مجلة (Menopause)، أن المستويات المرتفعة من كريات الدم البيضاء -أحد أشكال خلايا الدم البيضاء- ترتبط بأعراض أكثر شدة لمرض كوفيد الطويل بين النساء الأكبر سنا، واستنتج فريق البحث بقيادة تيد نج، الأستاذ المساعد في معهد راش للشيخوخة الصحية في المركز الطبي لجامعة راش في شيكاغو، أن “نتائجنا تشير إلى أن عدد كريات الدم البيضاء، وهو علامة سريرية موحدة جيدًا ومستقرة ومتاحة على نطاق واسع وغير مكلفة للالتهاب، هو مؤشر مستقل لشدة مرض كوفيد الطويل الأمد في المستقبل لدى النساء بعد انقطاع الطمث”.

كوفيد طويل الأمد وكريات الدم البيضاء

وفي الدراسة، قام الباحثون بتحليل عينات دم مأخوذة من أكثر من 1200 امرأة شاركن في دراسة كوفيد-19 بين يونيو 2021 وفبراير 2022، وأظهرت النتائج أن أكثر من ثلث (36%) النساء عانين من أعراض طويلة الأمد لكوفيد-19، بما في ذلك مشاكل في الذاكرة (13%)، أو “ضباب الدماغ” (12%)، أو الارتباك أو صعوبة التفكير أو التركيز (11%)، وأضاف الباحثون أن 75% من هؤلاء النساء يعانين من اثنين أو أكثر من أعراض كوفيد الطويلة.

ووجد الباحثون أن النساء اللاتي لديهن عدد أكبر من كريات الدم البيضاء يميلن إلى الإصابة بمزيد من هذه الأعراض، وتميل أعراضهن إلى أن تكون أكثر حدة، وكتبوا: “تتوافق هذه النتائج مع الأدلة التي تُظهر أن العلامات الالتهابية المرتفعة أثناء أو بعد الإصابة بكوفيد-19 مرتبطة بشدة (كوفيد الطويل) اللاحقة والأعراض المرتبطة بكوفيد الطويل”.

وأشار الباحثون إلى أن إحدى النظريات المتعلقة بمرض كوفيد طويل الأمد هي أن العدوى الأولية للشخص تسبب التهابًا شديدًا يلحق أضرارًا طويلة الأمد بالأنسجة والأعضاء، ما يؤدي إلى ظهور أعراض دائمة، ومع ذلك، قال الباحثون إن هذه النتائج قد تعني أيضًا أن النساء كن يعانين من التهاب منخفض المستوى قبل إصابتهن بكوفيد-19، وقد يكون الالتهاب الموجود قد جعل المرض أسوأ، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لاستكشاف الارتباط بين كوفيد الطويل والالتهابات بشكل أفضل، وللتحقق من الارتباط بين عدد خلايا الدم البيضاء وخطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد.

وقالت الدكتورة مونيكا كريسماس، المديرة الطبية المساعدة لجمعية انقطاع الطمث: “يؤثر كوفيد الطويل الأمد بشكل كبير على جودة الحياة، ما يؤدي غالبًا إلى الإعاقة الشديدة”.