في تطور طبي بارز لملايين مرضى السكري حول العالم، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن موافقتها على أول إنسولين سريع المفعول بيولوجي مماثل لعلاج مرض السكري، مما يبشر بتوفير خيارات علاجية أكثر بتكلفة أقل للمرضى، ويعد هذا الإنجاز خطوة مهمة في مجال رعاية مرضى السكري.
ما هو الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل؟
حصل دواء Rezvoglar (insulin glargine-aglr) على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كأول إنسولين سريع المفعول بيولوجي مماثل في الولايات المتحدة، وهو نسخة بيولوجية مماثلة من الإنسولين Humalog الشهير الذي تنتجه شركة إيلي ليلي، ويعمل هذا النوع من الإنسولين على خفض مستويات السكر في الدم بسرعة بعد تناول الوجبات، مما يساعد في التحكم الأفضل بنسبة السكر في الدم.
ويوضح الدكتور جيمس ترويلو، مدير قسم الأدوية البيولوجية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أن “الأدوية البيولوجية المماثلة تخضع لعملية تقييم صارمة للتأكد من أنها آمنة وفعالة مثل الأدوية الأصلية”، مضيفًا أن الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل الجديد أظهر نتائج متطابقة مع الدواء الأصلي في جميع اختبارات الفعالية والسلامة.
تعرف على: تحليل مقاومة الإنسولين يكشف مخاطر السكري وأمراض القلب.. ما الطريقة؟
الفوائد الاقتصادية للإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل
من المتوقع أن يوفر الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل فرصة كبيرة لخفض تكاليف العلاج لمرضى السكري، حيث تشير التقديرات إلى أن سعره قد يكون أقل بنسبة 30-40% من سعر الدواء الأصلي، وهذا يمثل تخفيفًا كبيرًا للعبء المالي على المرضى، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في أسعار الإنسولين على مدى العقدين الماضيين.
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، فإن حوالي 25% من مرضى السكري في الولايات المتحدة يضطرون إلى تقليل جرعات الإنسولين أو التخلي عنها بسبب التكلفة العالية، وبالتالي فإن توفر الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل بأسعار أقل يمكن أن يحسن من التزام المرضى بالعلاج ويقلل من المضاعفات الصحية المرتبطة بضعف السيطرة على مستويات السكر في الدم.
من يمكنه استخدام الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل؟
تمت الموافقة على استخدام الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل لعلاج مرضى السكري من النوع الأول والنوع الثاني، بمن فيهم البالغون والأطفال الذين يحتاجون إلى الإنسولين للسيطرة على مستويات السكر في الدم، ويمكن استخدامه مع أنواع أخرى من الإنسولين أو مع أدوية السكري الفموية وفقًا للخطة العلاجية التي يحددها الطبيب المعالج.
وتؤكد الدكتورة سارة هاملين، أستاذة الغدد الصماء بكلية الطب في جامعة ييل، أن “الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل يوفر نفس الفوائد العلاجية للإنسولين الأصلي، وبالتالي يمكن للأطباء وصفه بثقة لمرضاهم”، مشيرة إلى أهمية تثقيف المرضى حول كيفية استخدامه بشكل صحيح للحصول على أفضل النتائج.
ردود الفعل والتحديات أمام انتشار الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل
رحبت الجمعيات الطبية ومنظمات المرضى بالموافقة على الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل، معتبرة إياها خطوة مهمة نحو توفير رعاية صحية أكثر تكلفة لمرضى السكري، وقد أعربت الجمعية الأمريكية للسكري عن دعمها لهذه الخطوة، مؤكدة على أهمية توفير خيارات علاجية متعددة للمرضى.
ومع ذلك، تظل هناك بعض التحديات أمام الاعتماد الواسع للإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل، بما في ذلك قضايا التغطية التأمينية، والوعي بين الأطباء والمرضى، والمخاوف المتعلقة بتبديل الأدوية، وقد بدأت الجهات الصحية حملات توعية لمعالجة هذه القضايا وتشجيع استخدام البدائل البيولوجية المماثلة عندما تكون مناسبة.
مستقبل علاج السكري في ظل الأدوية البيولوجية المماثلة
يتوقع الخبراء أن تشهد السنوات القادمة موافقات على المزيد من أنواع الإنسولين البيولوجية المماثلة، مما سيؤدي إلى مزيد من المنافسة وانخفاض الأسعار في سوق الإنسولين، وقد أشارت دراسة نشرتها مجلة JAMA إلى أن زيادة توافر البدائل البيولوجية المماثلة يمكن أن يوفر حوالي 4.8 مليار دولار سنويًا في تكاليف الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وحدها.
وتشكل الموافقة على الإنسولين سريع المفعول البيولوجي المماثل جزءًا من جهود أوسع لمكافحة ارتفاع أسعار الأدوية ومعالجة مشكلة الوصول إلى الأدوية الأساسية مثل الإنسولين، ويأمل المتخصصون في الرعاية الصحية أن تؤدي هذه التطورات إلى تحسين نوعية الحياة لملايين مرضى السكري حول العالم من خلال توفير علاجات أكثر بأسعار معقولة.