تمكن باحثون من جامعة بيرن في سويسرا من تطوير أول نموذج خلوي ثلاثي الأبعاد للشفاه، وهو إنجاز طبي يهدف إلى توفير علاجات مبتكرة وفعالة لمجموعة متنوعة من إصابات الشفاه، بما في ذلك الشفة الأرنبية. ونُشرت تفاصيل هذا الاكتشاف المميز، الاثنين، في دورية «Frontiers in Cell and Developmental Biology»، ما يسلط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز العلاجات الخاصة بهذه المنطقة الحساسة من الجسم.
التصدي لإصابات الشفاه والعيوب الخلقية
تشمل إصابات الشفاه شديدة الحساسية حالات مثل الجروح، والتشققات، والحروق الناتجة عن الحوادث أو التدخلات الجراحية. هذه الإصابات غالباً ما تكون مؤلمة وتتطلب رعاية خاصة لتجنب التندب أو العدوى. أما الشفة الأرنبية، فهي عيب خلقي يحدث بسبب عدم اكتمال التحام أنسجة الشفاه أثناء نمو الجنين، مما يؤدي إلى شق واضح في الشفة، وغالبًا ما تستلزم جراحة تصحيحية.
مكافحة التهابات الشفاه بفعالية أكبر
تواجه الشفاه تحديات صحية عديدة، منها الالتهابات البكتيرية والفطرية، مثل عدوى «كانديدا ألبيكانز» التي يمكن أن تسبب تهيجاً وألماً في الأنسجة، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة أو أولئك المصابين بالشفة الأرنبية، حيث تكون الأنسجة أكثر عرضة للالتهابات.
خطوة واعدة نحو العلاجات المتقدمة
اعتمد العلماء في تطوير النموذج الخلوي ثلاثي الأبعاد على خلايا مأخوذة من أنسجة شفاه تبرع بها مريضان، أحدهما يعاني من تمزق في الشفاه والآخر من الشفة الأرنبية. تم إجراء تعديلات جينية على هذه الخلايا لتمكينها من البقاء لفترات أطول في بيئة المختبر، مما يعزز دراسة العمليات الحيوية بواقعية أكبر.
وخضعت هذه الخلايا لاختبارات دقيقة لضمان استقرارها الجيني وعدم تحولها إلى خلايا سرطانية، ما يمكّن العلماء من محاكاة عملية التئام الجروح واختبار العلاجات المحتملة للعدوى مثل «كانديدا ألبيكانز» بأمان وفاعلية. من خلال هذا النموذج، بات بإمكان الباحثين دراسة كيفية تفاعل خلايا الشفاه مع عوامل النمو والالتهابات، ما يمهد الطريق لتطوير علاجات مستقبلية تهدف إلى تحسين الشفاء وتقليل المضاعفات للأشخاص الذين يعانون من إصابات الشفاه أو الشفة الأرنبية.