توقعت منظمة الصحة العالمية أن يؤدي سرطان الثدي وعنق الرحم في إقليم شرق المتوسط، إلى خسائر كبيرة في الأرواح وفي الاقتصاد على مدار العقدين المقبلين في حال عدم التصدي لهما، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن هذين النوعين من السرطان إلى مليوني شخص خلال العشرين عامًا القادمة، مع ارتفاع التكاليف الاقتصادية المرتبطة بذلك إلى 379 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040.
ارتفاع تكلفة مكافحة السرطان للمرأة في المستقبل
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير جديد لها، إن أي نوع من أنواع السرطان التي تصيب المرأة يمثل تحديًا رئيسيًا في مجال الصحة العامة في الإقليم، مسببًا معاناة شديدة وتكاليف اجتماعية واقتصادية ضخمة، مضيفة أنّ العبء الاقتصادي الناتج عن هذين النوعين من السرطان من المتوقع أن يصل إلى 379 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040، مع أن نحو 99% من التكاليف ستكون ناتجة عن فقدان الإنتاجية بسبب الوفيات المبكرة.
وأوضحت المنظمة أن التدخلات الفعّالة مثل التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، والتشخيص المبكر وعلاج سرطان الثدي، يمكن أن تقي من وقوع 73,000 حالة وفاة وتحقق عوائد كبيرة على الاستثمار.
الاستثمار في صحة المرأة
وأكد التقرير أن الاستثمار في صحة المرأة يعد فرصة اقتصادية وليس عبئًا ماليًا، مشيرًا إلى أن كل دولار أمريكي يُنفق على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن يُحقق عائدًا يصل إلى 6.2 دولارات أمريكية، كما يمكن أن يحقق الاستثمار في التشخيص المبكر والعلاج الشامل لسرطان الثدي عوائد تتراوح بين 6.4 و7.8 دولارات أمريكية لكل دولار واحد يُستثمر.
وأشار التقرير إلى ضرورة التغلب على الحواجز الثقافية والاقتصادية التي تحول دون حصول الفئات السكانية المحرومة على الرعاية الصحية المناسبة، مشددًا على دور العاملين في مجال صحة المجتمع وأهمية إجراء إصلاحات ثقافية في مجال التواصل الصحي والتأمين الصحي.
وفي الوقت الذي تدعو فيه منظمة الصحة العالمية إلى اتباع نهج متكامل للوقاية من السرطان وعلاجه، وتوجيه الجهود ضمن استراتيجيات صحية شاملة لتعزيز نظم الرعاية الصحية الأولية، يقدم التقرير للحكومات في الإقليم أداة حيوية تسترشد بها القرارات المسندة بالبيانات، والتي لا تقتصر على إنقاذ الأرواح فحسب، بل تساهم في تعزيز القدرة الاقتصادية على المدى الطويل.