أصدر الخبراء في اليابان تحذيرات مشددة للسكان بالعودة إلى ارتداء الكمامات، بعد تسجيل تفشٍّ غير مسبوق لالتهاب رئوي يُعرف بالميكوبلازما الرئوية، والذي يعتبر الأسوأ منذ أكثر من 20 عامًا. سجلت البلاد نحو 6,000 إصابة منذ بداية العام، ما يعادل ارتفاعًا بأكثر من عشرة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، وأعلى حصيلة منذ بدء توثيق الإصابات في عام 1999.
الأطفال في دائرة الخطر.. الكمامات للحماية
ووفقًا للمعهد الوطني الياباني للأمراض المعدية (NIID)، فإن الأطفال يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، الذي ينتشر من خلال الرذاذ التنفسي. عادة ما تشهد اليابان موجات من هذا النوع من الالتهاب الرئوي كل خمس سنوات، إلا أن حدة الانتشار في هذا العام أثارت قلق الأطباء الذين يتوقعون تفشي المرض على نطاق واسع بين طلاب المدارس، ما قد ينقل العدوى إلى المنازل، لذا ينصح بارتداء الكمامات
الأعراض وآلية الانتشار
يُطلق على هذا المرض اسم “الالتهاب الرئوي المتنقل” لأن فترة حضانته الطويلة وأعراضه الخفيفة نسبيًا، مثل السعال والتعب، تجعل من السهل على المصابين نشره قبل ظهور أعراض قوية. وقد دفع هذا الوضع الخبراء إلى التحذير من انتقال العدوى بشكل واسع في المدارس وبين الشباب.
تدابير احترازية عاجلة للحد من انتشار العدوى
ولتقليل الانتشار، دعا أطباء من خمس جمعيات طبية، من بينها الجمعية اليابانية لأمراض الجهاز التنفسي، إلى تكثيف استخدام الكمامات وتحسين تهوية الأماكن المغلقة. وحث البروفيسور موكاي هيروشي، من جامعة ناغازاكي، الجميع على تطبيق الاحتياطات الأساسية مثل ارتداء الكمامات وغسل اليدين بانتظام.
مخاوف من مقاومة المضادات الحيوية
على الرغم من أن معظم الحالات تكون طفيفة وتتعافى دون مضاعفات، يمكن أن يتسبب الالتهاب الرئوي المتنقل في بعض الأحيان في مرض طويل الأمد، أو الحاجة إلى الرعاية الطبية في المستشفى، بل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب الدماغ أو مشكلات صحية قد تكون مميتة.
وذكرت وزارة الصحة اليابانية أن هناك قلقًا متزايدًا من مقاومة العديد من السلالات للمضادات الحيوية، ما يدفع المرضى لطلب مزيد من العناية الطبية في حال استمرار الأعراض بعد انتهاء فترة العلاج. ويُشكل هذا تحديًا إضافيًا خاصة لدى الأطفال، إذ قد تسبب المضادات الحيوية مثل الكينولون والتتراسيكلين آثارًا جانبية خطيرة لديهم، ما يجعل التصدي للمرض أمرًا معقدًا.