تظهر الأبحاث الحديثة أن تاريخ قدرتنا على هضم النشويات يمتد لآلاف السنين، مما يفسر التعلق الكبير لدى العديد من الناس بتناول الكربوهيدرات.
نشرت دراسة حديثة في مجلة ساينس تكشف النقاب عن التاريخ المعقد لجين AMY1، الذي يُنتج إنزيم الأميليز اللعابي، والذي يبدأ عملية هضم النشويات في الفم.
لعقود، كان العلماء يعلمون بوجود نسخ متعددة من هذا الجين لدى البشر، ولكن بقي السؤال حول متى وكيف تضاعفت هذه النسخ غامضًا.
فريق بحث من جامعة بافالو ومختبر جاكسون قرر التحقيق في هذا اللغز باستخدام تقنيات جينية متقدمة، ما أتاح لهم رسم خريطة دقيقة لجين AMY1 تكشف عن التنوع الجيني المذهل بين الأفراد من مختلف أنحاء العالم.
قاموا الباحثون بتحليل 98 عينة بشرية من عدة مناطق، ليجدوا 52 نمطًا وراثيًا مختلفًا للأميليز، بما فيها 30 نمطًا يعتقد أنها تحمل تغيرات كبيرة عبر الزمن.
أما المفاجأة الكبرى فكانت في الحمض النووي القديم لإنسان نياندرتال ودينيسوفا والإنسان الحديث المبكر؛ إذ اكتشفوا أن تكرار جين AMY1 يعود إلى أكثر من 800 ألف عام، مما يشير إلى قدرة أسلافنا القدماء على هضم النشا قبل ظهور الزراعة بوقت طويل.
يوضح أحد الباحثين، الدكتور كواندو كيم، أن جين AMY1 ربما بدأ بالتضاعف منذ أكثر من 800 ألف عام، قبل انفصال الإنسان العاقل عن أسلافه الأوائل. وبتحليل جينومات قديمة، منها جينوم عمره 45,000 عام، اتضح أن حتى الصيادين وجامعي الثمار القدماء كانوا يمتلكون نسخًا متعددة من هذا الجين، مما مكنهم من هضم الكربوهيدرات بكفاءة عالية.
يختتم الباحثون بأن الأفراد الذين حملوا نسخًا متعددة من جين AMY1 كانت لهم قدرة أفضل على هضم النشويات، مما أعطاهم ميزة تطورية استمرت عبر الأجيال.