قام فريق بحثي من جامعة كولومبيا البريطانية وجامعة سيمون فريزر بالتعاون مع مجلس البحوث الطبية في غامبيا بتطوير أداة جديدة تهدف للتنبؤ بمخاطر تسمم الدم لدى الأطفال حديثي الولادة، مما يتيح فرصاً أكبر للتدخل المبكر وإنقاذ الأرواح.
التشخيص المبكر عبر “البصمة الجينية”
نشرت دورية “إي بيوميديسين” تفاصيل الدراسة التي كشفت أن اختباراً وراثياً يعرف بـ”البصمة الجينية” يمكنه التنبؤ بتسمم الدم قبل ظهور الأعراض. وبحسب الباحث آندي آن، طالب الدكتوراه في جامعة كولومبيا البريطانية، فإن تسمم الدم يحدث لدى الأطفال حديثي الولادة نتيجة استجابة الجسم غير المنتظمة للعدوى، ما قد يؤدي إلى تدهور صحي خطير في غضون الأسابيع الأولى من الحياة. وأوضح أن ما يقارب 1.3 مليون رضيع يتأثرون سنوياً بهذا المرض، وأن النسب تتزايد في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
أهمية الفحص.. تقليل الوفيات وآثار تسمم الدم طويلة الأمد
أظهرت الدراسة أن تسمم الدم، أو الإنتان، يسبب وفاة حوالي 200 ألف طفل سنوياً على مستوى العالم. ويعد تشخيصه لدى حديثي الولادة صعباً لكون الأعراض قد تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى، كما قد تستغرق الاختبارات الحالية وقتاً طويلاً وتفتقر إلى الدقة المطلوبة، ما قد يؤخر التدخل الطبي اللازم بالمضادات الحيوية. وأكد الدكتور بوب هانكوك، أستاذ الأحياء الدقيقة بجامعة كولومبيا البريطانية، أن معرفة قرب حدوث تسمم الدم من شأنه منح الأطباء وقتاً أكبر لاختيار العلاج الأنسب.
استخدام التعلم الآلي لتحديد الجينات النشطة عند الولادة
شارك الباحثون في دراسة واسعة أجريت في غامبيا، حيث تم جمع عينات دم من 720 مولوداً عند الولادة، وتوصلوا إلى اكتشاف أربعة جينات تعد مؤشرات قوية على احتمال الإصابة بتسمم الدم في تسع حالات من أصل عشر. وصرحت الدكتورة إيمي لي، من جامعة سيمون فريزر، أن هذه الجينات، حين يتم دمجها في تحليل “البصمة الجينية”، توفر تنبؤاً دقيقاً للمرض.
آفاق واعدة لاستخدام الأجهزة المحمولة للكشف عن تسمم الدم
أشارت الدكتورة بيت كامبمان، رئيسة البحث السريري في غامبيا، إلى أن تحديد المؤشرات المبكرة لتسمم الدم يعد خطوة هامة في ضمان بقاء الأطفال على قيد الحياة. وأضاف الدكتور هانكوك أن الأمل يتجلى في تطوير الأجهزة المحمولة لاستخدام “البصمة الجينية” في اختبار التعبير الجيني للمرض عبر قطرات دم بسيطة، وباستخدام تقنيات متاحة في نقاط الرعاية الصحية، مما قد يسمح بتوسيع نطاق الرعاية الطبية في المناطق النائية والمحدودة الموارد.