متلازمة ما بعد الارتجاج حالة يُستغرق فيها التعافي من الارتجاج وقتًا أطول من المعتاد، وفي حين أن معظم الأشخاص يتعافون تمامًا في النهاية، توجد حالات نادرة تظل فيها التأثيرات دائمة، ومع ذلك، غالبًا ما تكون أعراض ما بعد ارتجاج المخ قابلة للعلاج، ويمكن لمعظم الأشخاص تقليل تأثير هذه الحالة على حياتهم.
وعادةً ما تختفي أعراض الارتجاج في غضون أسبوعين إلى ستة أسابيع بعد الإصابة، ويتم تشخيص متلازمة ما بعد الارتجاج عندما تستمر الأعراض لفترة أطول، وتكون بعض الأعراض خفية للغاية، لذا من الجيد الانتباه إلى جسمك إذا شعرت بشيء غير طبيعي بعد الإصابة بالارتجاج.
وتقدر الدراسات أن حوالي 15% من الأشخاص الذين يعانون من ارتجاج في المخ سيصابون أيضًا بمتلازمة ما بعد الارتجاج، ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن هذا الرقم يكون أقل من الواقع.
أسباب متلازمة ما بعد الارتجاج
وبشكل عام، تحدث متلازمة ما بعد الارتجاج نتيجة إصابة أو صدمة في الرأس، ومع ذلك، لا يُصاب جميع الأشخاص الذين تعرضوا لإصابة خفيفة في الرأس بهذه المتلازمة، وتكون الحالة أكثر حدة لدى الأشخاص الذين تعرضوا لارتجاجات سابقة، أو الذين يعانون من أعراض مبكرة مثل الصداع أو فقدان الذاكرة أو التعب، وتشمل عوامل الخطر الأخرى صغر السن والتاريخ السابق للصداع، وتظهر الدراسات أن النساء وكبار السن قد يكونون أكثر عرضة لتطور الأعراض.
أعراض متلازمة ما بعد ارتجاج المخ
وتظهر أعراض الارتجاج عادةً فورًا أو خلال ساعات إلى أيام بعد إصابة الدماغ، وفي أغلب الحالات، تخف هذه الأعراض خلال أسبوعين، ولكن في حالة متلازمة ما بعد الارتجاج، تستمر الأعراض لفترة تتراوح من عدة أشهر إلى عام أو أكثر، ومن أبرز الأعراض:
الصداع
يشبه صداع متلازمة ما بعد الارتجاج عادةً صداع التوتر أو الصداع النصفي أو مزيجًا من النوعين، ويعاني منه أكثر من 60% من المرضى الذين تعرضوا لإصابة خفيفة في الرأس.
الدوار
ويعاني المرضى من الدوخة أو الدوار، وبعضهم قد يعاني من أعراض الشقيقة الدهليزية.
اضطرابات النوم
وتشمل الأعراض المتعلقة بالنوم: الأرق، نعاس مفرط أثناء النهار، زيادة الحاجة للنوم، اضطرابات في إيقاع النوم والاستيقاظ، وسلوكيات غير طبيعية مثل التحدث أثناء النوم أو صرير الأسنان.
التغيرات المعرفية والعاطفية
ويعاني المرضى من ضعف في الذاكرة والتركيز، التعب، الشعور بالخمول أو الضبابية، صعوبة التفكير بوضوح، تقلبات المزاج، تهيج، أو اضطرابات سلوكية مثل العدوانية أو الاكتئاب.
مضاعفات متلازمة ما بعد الارتجاج
وتتراوح المضاعفات التي قد تحدث نتيجة استمرار الأعراض لفترات طويلة. من بين هذه المضاعفات الإفراط في استخدام مسكنات الألم أو صعوبة في التركيز والتفكير، وقد تؤدي المتلازمة إلى فقدان القدرة على العمل، مشاكل سلوكية مثل الاكتئاب، أو حتى أفكار انتحارية في الحالات المتقدمة، وتشمل:
– الإفراط في استخدام مسكنات الألم
– مشاكل في التفكير أو التركيز
– فقدان الذاكرة
– صعوبة في العمل أو فقدان القدرة على العمل
– اضطرابات النوم على المدى الطويل
– تغيرات سلوكية مثل القلق والاكتئاب
– أفكار انتحارية أو إيذاء النفس
عوامل خطر الإصابة بمتلازمة ما بعد الارتجاج
وتؤثر عدة عوامل في احتمالية الإصابة بمتلازمة ما بعد الارتجاج، مثل التعرض لإصابات رأس سابقة أو وجود مضاعفات في الإصابة، كما أن الأشخاص الذين يعانون من حالات دماغية أو سلوكية معينة، مثل اضطراب نقص الانتباه أو الاكتئاب، يكونون أكثر عرضة للإصابة، ومن أبرزها:
1- إصابات رأس سابقة.
2- إصابات مصحوبة بمضاعفات.
3- وجود حالات مرتبطة بالدماغ مثل اضطراب نقص الانتباه.
4- تاريخ سابق من حالات سلوكية مثل الاكتئاب أو القلق.
5- وجود أعراض أكثر شدة بعد الإصابة.
علاج متلازمة ما بعد الارتجاج
ويتمكن معظم الأشخاص من التعافي من متلازمة ما بعد الارتجاج من خلال الراحة وتقليل التوتر، وغالبًا ما يُعالج الأطباء أعراض هذه المتلازمة عن طريق مسكنات الألم أو أدوية الصداع النصفي، كما يمكن أن يشارك أخصائي الأعصاب أو الطبيب النفسي في علاج الأعراض المرتبطة بالصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق، وقد يُوصى بالعلاج النفسي أو أدوية مضادة للاكتئاب.