يبرز فيروس أوروبوتشي كتهديد صحي ناشئ يستدعي اهتمامًا متزايدًا من الأوساط الطبية والصحية العالمية، وسط تسجيل انتشار غير مسبوق له في مناطق مختلفة حول العالم.
ما هو فيروس أوروبوتشي؟
فيروس أوروبوتشي هو فيروس منقول بواسطة البعوض ينتمي إلى عائلة بينياويريداي، وقد تم اكتشافه لأول مرة عام 1955 في البرازيل، وتحديدًا في غابات الأمازون، لكنه ظل محصورًا في مناطق محددة حتى السنوات الأخيرة، حيث بدأ بالانتشار بشكل أوسع خارج المناطق الموبوءة تقليديًا.
ويُنقل الفيروس بشكل أساسي عبر لدغات أنواع معينة من البعوض، وتحديدًا جنس الكيولكس والبعوض الزاعج من فصيلة الإيديس، كما أشارت دراسات حديثة إلى احتمالية انتقاله من الحيوانات المصابة مثل الكسلان وبعض القوارض إلى البشر.
تعرف على: هل تصبح إنفلونزا الطيور جائحة؟.. سلالة جديدة قد تنتقل بين البشر
أعراض الإصابة بفيروس أوروبوتشي
تتراوح أعراض الإصابة بفيروس أوروبوتشي بين الخفيفة والشديدة، وتظهر عادةً بعد فترة حضانة تتراوح من 3 إلى 8 أيام من الإصابة، وتشمل الأعراض الشائعة الحمى المفاجئة التي قد تصل إلى 40 درجة مئوية، والصداع الشديد، وآلام العضلات والمفاصل، والغثيان، والطفح الجلدي.
ويعاني حوالي 60% من المصابين من التهاب الملتحمة والحساسية للضوء، وفي الحالات الشديدة، التي تمثل نسبة 5% من الإصابات، قد تتطور الأعراض إلى التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، مع احتمال حدوث اضطرابات عصبية طويلة الأمد.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي هل يمكن التنبؤ بالوباء القادم؟ دراسة جديدة تقول نعم
المناطق الجغرافية المتأثرة والعوامل المساهمة في الانتشار
أظهرت دراسة أجراها معهد البحوث الاستوائية في ساو باولو أن فيروس أوروبوتشي بدأ يتجاوز حدوده التقليدية في أمريكا الجنوبية، حيث تم رصد حالات في أمريكا الوسطى والكاريبي، وبعض مناطق جنوب الولايات المتحدة، ويربط الباحثون هذا الانتشار بالتغيرات المناخية التي أدت إلى توسع نطاق موائل البعوض الناقل، فضلاً عن إزالة الغابات والتوسع الحضري غير المنظم الذي يخلق ظروفًا ملائمة لتكاثر البعوض، كما ساهمت حركة السفر والتجارة العالمية في انتقال الفيروس إلى مناطق جديدة.
تشخيص الإصابة وخيارات العلاج المتاحة
يعتمد تشخيص فيروس أوروبوتشي على الاختبارات المصلية وتقنيات الكشف الجزيئي مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، وتشير الإحصاءات إلى أن 70% من الحالات تظل دون تشخيص بسبب تشابه الأعراض مع أمراض فيروسية أخرى مثل حمى الضنك وزيكا وشيكونغونيا.
ولا يوجد حتى الآن علاج محدد للفيروس، ويعتمد العلاج الحالي على تخفيف الأعراض من خلال الراحة، وتناول السوائل، واستخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة، مع المراقبة الدقيقة للحالات الشديدة.
استراتيجيات الوقاية والتدابير الاحترازية
تعتمد الوقاية من فيروس أوروبوتشي بشكل أساسي على مكافحة البعوض الناقل، ويوصي خبراء الصحة باستخدام طارد الحشرات المحتوي على مادة ديت (DEET) أو الأيكاريدين، وارتداء الملابس الطويلة خاصة في المناطق الموبوءة، والنوم تحت ناموسيات معالجة بالمبيدات الحشرية.
كما ينصح بإزالة مصادر المياه الراكدة حول المنازل لمنع تكاثر البعوض، وتجنب التواجد في الخارج خلال ساعات نشاط البعوض، ويشير خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك جهودًا جارية لتطوير لقاح ضد الفيروس، لكنها لا تزال في المراحل الأولية.