يتفق العديد من الخبراء في مجال الصحة النفسية على أن الخوف والقلق هما مشاعر طبيعية تحدث للجميع في مراحل مختلفة من الحياة، لكن عندما تصبح هذه المشاعر مفرطة وتؤثر سلبًا على جودة الحياة، يصبح من الضروري البحث عن طرق فعّالة للتعامل معها.
في هذا السياق، يقدم الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، مجموعة من النصائح للتخلص من الخوف والقلق بطريقة صحية ومدروسة.

التنفس بعمق
يؤكد الدكتور هندي، على أهمية تقنيات الاسترخاء في إدارة مشاعر الخوف والقلق، مشيرًا إلى أن التنفس العميق، والذي يشمل التنفس من خلال الأنف بشكل بطيء وعميق، يساعد في تهدئة الجسم والعقل، كما أن ممارسة تمارين اليوجا تعتبر من الوسائل الممتازة لتخفيف التوتر النفسي وتحسين القدرة على التحكم بالمشاعر.
اقرأ أيضًا: المتعة في الخوف.. لماذا يستمتع البعض بالأنشطة المثيرة؟
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
ينصح “هندي” بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، إذ إن النشاط البدني يساعد على تحسين المزاج من خلال إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مضيفًا أن الرياضة تمنح الدماغ فرصة للتركيز على النشاط الجسدي، مما يساعد في تخفيف التفكير السلبي والقلق المستمر.
التغذية السليمة
يشير “هندي”، إلى أن النظام الغذائي له تأثير كبير على صحة العقل، فالأطعمة مثل الأسماك الدهنية، المكسرات، والفواكه والخضروات، تحتوي على عناصر غذائية تعمل على تقوية الجهاز العصبي وتهدئة التوتر، وبالتالي، ينصح بتناول طعام متوازن لتحسين صحة الدماغ وتقليل القلق.
مواجهة المخاوف
أحد النصائح الجوهرية التي يقدمها الدكتور هندي هي “مواجهة الخوف”، يوضح أنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالخوف، لكن تجنب المواقف المسببة للخوف يمكن أن يزيد من قوته، بدلاً من ذلك، ينصح بمواجهة هذه المخاوف تدريجيًا من أجل تقليل قوتها النفسية بمرور الوقت.
إعادة توجيه الأفكار السلبية
عندما يصاب الشخص بالقلق أو الخوف، غالبًا ما تتسلل الأفكار السلبية إلى ذهنه، ينصح الدكتور هندي بضرورة التعرف على هذه الأفكار وتوجيهها نحو أفكار إيجابية، يمكن تحقيق ذلك من خلال تقنيات مثل التأمل الذهني أو التفكير في نتائج إيجابية لما يمكن أن يحدث في المستقبل.

الراحة النفسية والجسدية
من الضروري منح النفس وقتًا للراحة، والابتعاد عن الضغوط اليومية، يمكن للراحة الجسدية والنفسية أن تساعد في تجديد الطاقة العقلية والبدنية، إذ أوضح الدكتور هندي أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يعد أحد الأساسيات للتغلب على مشاعر القلق والخوف.
اقرأ أيضًا: تجارب الخوف متعة الرعب التي تجذب الملايين
مكافأة النفس على التقدم
فيما يتعلق بتعزيز الثقة بالنفس، يشير إلى أهمية مكافأة النفس على التقدم، أي تقدم مهما كان صغيرًا في التعامل مع الخوف أو القلق يستحق التقدير، مما يعزز الشعور بالإنجاز ويساعد في زيادة مقاومة الشخص لهذه المشاعر على المدى الطويل.
العلاج المهني للرهاب الاجتماعي
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، يشرح استشاري الصحة النفسية، أن فحص الدماغ قد أظهر أن هؤلاء الأفراد يعانون من نشاط مفرط في منطقة الفص اللوزي، وهي المنطقة المسؤولة عن الاستجابة للمخاوف والتهديدات، وأن العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي يساعد بشكل كبير في إعادة توازن النشاط الدماغي.