كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة رايس الأمريكية أن وجود الأب المستمر في حياة الأبناء خلال مرحلة المراهقة يؤثر بشكل إيجابي كبير على جودة العلاقات الاجتماعية والانفعالية للمراهقين، ويقلل من سلوكيات العزلة والعدوانية. وتعد هذه الدراسة من أوائل الأبحاث التي ركزت على التأثير العاطفي طويل المدى لوجود الأب في حياة الأبناء بشكل مستمر ومتواصل.
الدراسة تسلط الضوء على عمق التأثير
شارك في الدراسة أكثر من 3,300 مراهق، وتم جمع البيانات من خلال مقابلات واستبيانات امتدت لسنوات، لقياس مدى تأثير العلاقة مع الأب على سلوكهم الاجتماعي ومهاراتهم في بناء العلاقات، وأظهرت النتائج أن الأبناء الذين يعيشون مع آبائهم بشكل دائم، أو لديهم تواصل مستمر وفعّال معهم، أظهروا مستوى أعلى من الاستقرار العاطفي ومهارات تواصل أفضل.
وجود الأب المستمر يقلل من مشاكل السلوك
لاحظ الباحثون أن وجود الأب المستمر يرتبط بانخفاض في مستويات القلق، وفرص أقل لتطور مشكلات سلوكية مثل العنف أو الإدمان أو التهرب من المدرسة، كما أن الفتيات اللاتي تواصلن بشكل منتظم مع آبائهن أظهرن مستويات أعلى من الثقة بالنفس والقدرة على تكوين علاقات صحية.
تعرف على: كيف يتعامل الآباء مع الأبناء في مرحلة المراهقة؟.. روشتة وليد هندي لـ”شهد”
لا يقتصر على التواجد الجسدي
أكد الباحثون أن المقصود بـ”وجود الأب المستمر” لا يقتصر على السكن تحت سقف واحد، بل يشمل التفاعل العاطفي، والدعم اليومي، والمشاركة في القرارات الصغيرة والكبيرة، كما أن التواصل العاطفي له دور أكبر من الدعم المالي أو الحضور الصامت.
التوصيات.. دمج الآباء في استراتيجيات التربية
أوصت الدراسة بضرورة إشراك الآباء بشكل أعمق في برامج التربية والتعليم والإرشاد الأسري، لما له من آثار نفسية طويلة الأمد على المراهقين. كما دعت إلى تسليط الضوء على أهمية العلاقة الأبوية في المناهج المدرسية والبرامج التوعوية المجتمعية.