كشفت دراسة حديثة أُجريت في “جامعة بيتسبرغ” الأمريكية ونُشرت في 26 مارس 2025، عن دورٍ بالغ الأهمية للجلوتامات، وهي أحد النواقل العصبية المعروفة، في تحفيز تجدد الكبد بعد حدوث تلف حاد فيه، الاكتشاف يُعد نقلة نوعية في فهم آليات التئام الكبد وفتح آفاق علاجية جديدة لمرضى فشل الكبد الحاد.
وفقًا للباحثين، فإن الجلوتامات لا تعمل فقط في الدماغ كما كان يُعتقد، بل تلعب أيضًا دورًا جوهريًا في دعم خلايا الكبد على تجديد نفسها بعد الإصابات الشديدة.
دراسة تؤكد دور الجلوتامات في تحفيز تجدد الكبد
أجريت التجارب المخبرية على نماذج حيوانية أُصيبت بتلف كبدي حاد، ولاحظ العلماء أن رفع مستوى الجلوتامات أدى إلى استجابة تجديدية سريعة، هذه النتائج عززت الفرضية بأن الجلوتامات تُعتبر عنصرًا أساسيًا في التحكم بالاستجابة المناعية وتحفيز عملية تجديد الخلايا الكبدية، مما يُساهم في تحفيز تجدد الكبد بشكل فعّال.
الدكتورة سارة نيلسون، الباحثة المشاركة في الدراسة، أكدت أن هذا المسار البيولوجي قد يُشكل الأساس لعلاجات مستقبلية أكثر دقة وأمانًا في حالات تضرر الكبد الشديد.
هل يمكن أن يصبح الجلوتامات علاجًا للكبد في المستقبل؟
رغم أن الدراسة ما زالت في مراحلها المبكرة، إلا أن إمكانيات التطبيق السريري تبدو واعدة، يعتقد الخبراء أن تحفيز تجدد الكبد عبر تعديل مستويات الجلوتامات قد يقلل من الحاجة لعمليات زراعة الكبد في المستقبل، ويوفر خيارًا علاجيًا أقل تكلفة وأسرع استجابة.
تعرف على: طبيب يستعرض 5 أسباب لتليف الكبد وطرق علاجها
الآثار المحتملة والاستخدامات المستقبلية
الباحثون ينوون إجراء تجارب إكلينيكية على البشر قريبًا لتحديد الجرعات المناسبة والآثار الجانبية المحتملة، وفي حال نجاحها، سيكون لهذا المسار العلاجي تأثير كبير على الملايين ممن يعانون من أمراض الكبد المزمنة أو المفاجئة.