كشفت دراسة أمريكية حديثة أُجريت عام 2022 ونشرت في مجلة “ساينس أليرت”، أن حاسة الشم غالبًا ما تُعتبر أقل أهمية مقارنة بحواسي البصر والسمع، وحتى مقارنة بأشياء ذات قيمة شخصية مثل المال أو الشعر، وأظهرت نتائج الدراسة أن نصف النساء المشاركات يُفضلن الاحتفاظ بشعرهن على القدرة على الشم، ورغم هذا التصنيف المتدني، كشفت الأبحاث الطبية الحديثة عن دور جوهري لحاسة الشم في الصحة العقلية، العاطفة، والذاكرة، فضلًا عن ارتباطها بالكشف المبكر عن الأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر وباركنسون.
وأوضحت الأبحاث أن الشم مرتبط مباشرة بالذاكرة والعاطفة، إذ إن الروائح تُحفز الجهاز الحوفي في الدماغ المسؤول عن تخزين الذكريات وتوليد العواطف، لهذا السبب، قد تُعيدك رائحة خبز طازج أو عطر مميز إلى لحظات ماضية مليئة بالمشاعر.

حاسة الشم مشكلة تهدد كثيرين
ويعاني نحو 5% من سكان العالم من فقدان كامل للشم، و15-20% من ضعف جزئي فيها، ويرتبط هذا الفقدان، الذي تضاعف منذ جائحة “كوفيد-19″، بتداعيات نفسية واجتماعية، تشمل صعوبة الاستمتاع بتجارب الطعام وفقدان الجاذبية العاطفية في العلاقات.
اقرأ أيضًاتأثير فقدان حاسة الشم على نمط التنفس: دراسة تكشف الفروق التنفسية لدى فاقدي الشم

ضعف حاسة الشم والزهايمر
وأشارت الدراسات إلى أن ضعف الشم قد يكون من أوائل الأعراض التي تظهر قبل سنوات من تطور أمراض ألزهايمر وباركنسون، مما يجعلها أداة محتملة للكشف المبكر عن هذه الأمراض، كما برزت تقنية “تدريب الشم” كعلاج تجريبي واعد لتحسين وظيفة الشم لدى المتضررين، خاصة بعد “كوفيد-19″، يعتمد التدريب على استنشاق روائح قوية مثل الحمضيات أو الورود مرتين يوميًا لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، وظهرت دراسات علمية أن هذا التدريب يُحفز إعادة تنظيم الاتصالات العصبية في الدماغ، ما يُعيد للشم قدراته.
اقرأ أيضًا أسباب فقدان حاسة الشم.. أكثر من 100 مرض.. “الأخطر” سرطان الدماغ