في إنجاز صحي بارز، أعلنت منظمة الصحة العالمية، رسميًّا أن النيجر أصبحت أول دولة في أفريقيا يتم الاعتراف بها كدولة خالية من انتقال داء كلابية الذنب، المعروف باسم “العمى النهري”، وبهذا الإنجاز، تنضم النيجر إلى أربع دول أخرى فقط على مستوى العالم نجحت في القضاء على المرض، وهي كولومبيا، الإكوادور، جواتيمالا، والمكسيك، وأعرب الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عن تقديره العميق لهذا الإنجاز، قائلًا: “إن القضاء على المرض يتطلب تفانيًا لا يعرف الكلل، وأهنئ النيجر على التزامها بتحرير سكانها من هذا المرض المروع، نجاح النيجر هو شهادة على التقدم الكبير الذي نحرزه في مكافحة الأمراض الاستوائية المهملة، كما أنه يمنح الأمل للدول الأخرى التي لا تزال تكافح هذا المرض.”
اقرأ أيضًا: جدري القرود.. الصحة العالمية تحذر من الوضع الوبائي في أفريقيا
ما هو العمى النهري؟
وداء كلابية الذنب هو مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات الذباب الأسود، ويُعد ثاني أكثر الأسباب المعدية للعمى عالميًّا بعد التراخوما، وينتشر العمى النهري بشكل رئيسي في المناطق الريفية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى واليمن، إلى جانب جيوب صغيرة في أمريكا اللاتينية، وبدأت جهود النيجر لمكافحة المرض منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث شاركت في برنامج مكافحة داء كلابية الذنب في غرب أفريقيا، الذي ركّز على رش المبيدات الحشرية للقضاء على الذباب الناقل للمرض، ومع اكتشاف الإيفرمكتين، وهو دواء فعال في قتل الطفيليات، اعتمدت النيجر على إدارة الأدوية الجماعية (MDA) بين عامي 2008 و2019، ما أدى إلى انخفاض معدل انتشار المرض من 60% إلى 0.02% فقط.
اقرأ أيضًا: فيروس نقص المناعة البشرية.. أزمة “بيبفار” تهدد الملايين في أفريقيا
القضاء على كلابية الذنب إنجاز تنموي واقتصادي
وأكدت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، أن القضاء على العمى النهري لم يكن مجرد نجاح طبي، بل إنجاز تنموي واقتصادي، مضيفة: “لقد كان المرض يشكل عبئًا اقتصاديًّا على المجتمعات، حيث أجبر السكان على الابتعاد عن الأنهار، التي تعد مصدرًا رئيسيًّا لكسب العيش، النيجر أثبتت ريادتها الصحية سابقًا عندما أصبحت أول دولة أفريقية تقضي على داء دودة غينيا في عام 2013.”