تواجه جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في أفريقيا أزمة غير مسبوقة، مع تعليق التمويل الأمريكي لخطة “بيبفار” (PEPFAR) لمدة ثلاثة أشهر، ما يهدد بتوقف مئات البرامج الصحية الحيوية التي ساهمت على مدار عشرين عامًا في إنقاذ أكثر من 25 مليون حياة في 55 دولة، وفي تصريح يعكس حجم الكارثة، قال البروفيسور فرانسوا فينتر، أستاذ الطب في جامعة جوهانسبرج، إن دولًا مثل مالاوي وزيمبابوي وموزمبيق وأوغندا تواجه مصيرًا مجهولًا منذ تعليق التمويل.
انقطاع الأدوية المضادة للفيروسات يهدد حياة الملايين
وأوضح أن توقف البرنامج يعني انقطاع الأدوية المضادة للفيروسات المنقذة للحياة ومنها فيروس نقص المناعة البشرية، ما يهدد حياة الملايين، مضيفًا: “الوضع مرعب، ولم نتلقَ أي تأكيدات من الجانب الأمريكي حول مستقبل البرنامج، مما يزيد من القلق.”
ما هي خطة بيبفار؟
وخطة بيبفار، التي أُطلقت خلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن قبل عقدين، لعبت دورًا محوريًا في توفير العلاج والدعم للمجتمعات الأكثر عرضة للإصابة، كما أسهمت في تدريب العاملين الصحيين، وتمويل حملات الوقاية والفحص الطبي في أكثر من ثلاثين دولة أفريقية، ووفقًا لدراسات حديثة، ساهمت الخطة في تقليل معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة بالفيروس بشكل لافت، لتصبح نموذجًا عالميًا في مكافحة الأوبئة.
اقرأ أيضًا: “حقن ليناكابافير”.. وقاية تامة من فيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 100%
زيادة معدلات الوفيات
وأشار مسؤول في مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا إلى أن انقطاع التمويل الأمريكي قد يدفع دول القارة إلى البحث عن شركاء دوليين جدد، في حال عجز الحكومات الأفريقية عن تمويل البرامج الصحية، وحذرت الأبحاث الطبية الأخيرة المنشورة في مجلة (The Lancet) من أن أي انقطاع في توفير الأدوية المضادة للفيروسات والتي تشمل فيروس نقص المناعة البشرية قد يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات بنحو 25% خلال العامين المقبلين، ومع تفاقم الأزمة، يدعو الخبراء الدوليون الحكومات الأفريقية والشركاء الدوليين إلى التحرك سريعًا لضمان استمرارية البرامج الصحية المنقذة للحياة، ويرى مراقبون أن هذه اللحظة الحرجة قد تكون اختبارًا لالتزام المجتمع الدولي بمكافحة الأوبئة، لا سيما في أكثر المناطق تأثرًا بالعالم.