حذر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، من التأثيرات السلبية لمقاطع “الريلز” المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنها قد تكون من أسوأ أنواع المحتوى الذي يتعرض له دماغ الإنسان.
وأرجع الدكتور وليد هندي، ذلك إلى أربعة عوامل رئيسية تتعلق بسرعة وتنوع تلك المقاطع، مما يؤدي إلى تأثيرات خطيرة على الصحة النفسية للمشاهدين.

خطورة مقاطع الريلز على القدرة العقلية
وأوضح استشاري الصحة النفسية، أن مقاطع الريلز تتميز بسرعة عرضها وقصر مدة كل فيديو، مما يتسبب في انتقال المشاهد بشكل سريع بين مواضيع ومشاعر متناقضة، مثل مشاهدة فيديو فاضح يليها موعظة دينية، ثم مقطع ساخر يستهزئ بقيم إنسانية مثل الأمومة، وبعدها خطبة حماسية، ثم أغنية عاطفية، فمشهد محزن يتناول معاناة طفل تحت الأنقاض، يليه محتوى عن الطعام.
اقرأ أيضًا: إدمان السوشيال ميديا والهوس بالصور الشخصية يسبب هذه الأمراض الخطيرة
وقال “هندي”، إن هذا التبدل السريع بين المواضيع يسبب حالة من التشويش العقلي والتبلد العاطفي والاضطراب النفسي.
كثرة التعرض للمعلومات
وأضاف أن العقل البشري غير قادر على تحمل هذا الكم الهائل من المعلومات والتجارب المتناقضة في فترات زمنية قصيرة، وقد يؤدي هذا العبء على الدماغ إلى مجموعة من الاضطرابات النفسية مثل القلق، العصبية، وانعدام الثقة بالنفس، فضلاً عن اضطرابات النوم، وفي الحالات الأكثر خطورة، قد تتخطى هذه الآثار السلبية لتصل إلى الاكتئاب الحاد، مما يرفع من خطر التفكير في الانتحار.

وحث الدكتور وليد هندي، الأفراد على الحذر من الإفراط في التعرض لمثل هذه المحتويات، مطالبًا بإجراء دراسات أعمق لفهم التأثيرات النفسية لمقاطع الريلز، وتوعية الجمهور بمخاطر التعرض المفرط لمثل هذه الأنواع من المحتوى.
وشدد على أهمية اختيار المحتوى بعناية للحفاظ على صحة الدماغ والعقل، خصوصًا في ظل زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي.

اقرأ أيضًا: احذر أضرار تصفح الإنترنت.. أعراض تعفن الدماغ وطرق الوقاية
ودعا إلى ضرورة الإشراف العائلي، خاصةً على فئات الشباب، الذين قد يكونون أكثر عرضة للتأثر بمثل هذه المقاطع، وذلك للحد من التأثيرات السلبية التي قد تكون مدمرة على المدى الطويل.